-

المونيتور: نساء وفتيات إدلب ضحايا للجنس

(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن- كشف موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير صادم له بأن الفتيات والنساء السوريات لا سيما في محافظة إدلب الشمالية الغربية، الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير، الجناح السابق لتنظيم القاعدة، أصبحن أكثر عرضة لظاهر الاتجار بالبشر، وغالبًا ما يكونن ضحايا شبكات الجنس والاتجار بالأعضاء.

وروت وفاء البالغة من العمر19 عاما تجربتها المروعة كضحية للاستغلال الجنسي على يد رجل كويتي يُدعى أبو عبد الله.

وقالت لـ”المونيتور”: “بدأ كابوسي في 3 شباط/فبراير، عندما جاء رجل في الستينيات من عمره يُدعى أبو عبد الله إلى منزلي، حيث كنت أعيش مع عمي بعد مقتل والدي في معارك في إدلب عام 2015. كان برفقة رجل دين يدعى أبو حمزة، وكلاهما طلب من عمي أن يشتريني بمبلغ 5000 دولار، فوافق على ذلك”.

وأوضحت أنه “على الفور أخذني أبو عبد الله إلى منزل سيدة تدعى منى في قرية دير حسان شمال إدلب، حيث كانت تدير شبكة دعارة. وهناك رأيت عدداً كبيراً من النساء، مثلي، قد اشتراهن أبو عبد الله”.

وقالت “وفاء”، التي طلبت عدم ذكر اسمها الأخير، إن أبو عبد الله اغتصبها مرارا وباع جثتها لأصدقائه، مؤكدة: “لقد أخبرت عمي بما مررت به في هذا المنزل، لكنه لم يفعل شيئاً لإنقاذي. لذلك قبلت بمصيري واستسلمت للعنف الجسدي حتى تم نقلي إلى تركيا”.

ولفتت في حديثها إلى أنه في أحد الأيام، تم جمع عدد من النساء في بيت الدعارة في دير حسان وتم وضعهن في حافلة تابعة لهيئة تحرير الشام.

التهريب إلى تركيا

وتتذكر “وفاء” قائلة: “تم نقلنا إلى إحدى المدارس في اللاذقية، ومن هناك تم تهريبنا إلى تركيا بمساعدة عناصر من الحزب الإسلامي التركستاني ، يقودهم رجل يدعى أبو أيوب التركستاني.

وأضافت:”عندما وصلنا إلى غازي عنتاب، تم نقلنا إلى قاعة كبيرة كان يقيم فيها العديد من النساء والفتيات السوريات. وكان رجال من جنسيات عربية مختلفة يتجولون بينهن، ويفحصون أجسادهن قبل شراء واحدة منها”.

ووفقا للموقع الأمريكي، فقد عانت “وفاء” في صمت في تركيا لمدة ستة أشهر طويلة، قبل أن تتمكن أخيراً من الفرار والعودة إلى إدلب بمساعدة أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي وقع في حبها وتزوجها وساعدها على العودة إلى إدلب عبر طرق التهريب.

ولفت الموقع إلى أن “وفاء” هي واحدة من بين عدد من النساء اللاتي أُجبرن على العبودية الجنسية مع تزايد قسوة الظروف المعيشية في إدلب، حيث شعرت العديد من العائلات الفقيرة بأنها مضطرة لبيع بناتها لغرباء تمامًا، كما هو الحال مع نجلاء (اسم مستعار) البالغة من العمر 17 عامًا، والتي تعيش في منطقة حارم شمالي إدلب.

بيع نجلاء مقابل 3000 دولار لرجل سعودي

وبحسب الموقع، فقد باعتها والدة نجلاء لرجل سعودي يبلغ من العمر 37 عامًا مقابل 3000 دولار كجزء من “زواج المتعة“، وهو زواج مؤقت بشروط محددة، في هذه الحالة، مقابل المال.

وقالت “نجلاء” للمونيتور: “أعطت والدتي صورتي لأم زياد، الداعية الإسلامية في حارم، حتى تجد لي زوجاً عربياً ميسور الحال “، موضحة أنه “في نوفمبر من العام الماضي، جاءت أم زياد إلى منزلنا برفقة رجل سعودي يدعى فهد. اتفق مع والدتي على الزواج مقابل مهر قدره 3000 دولار”.
إجبار نجلاء على شرب الكحول وممارسة الجنس مع أصدقائه

وأضاف:”ثم أخذني فهد إلى شقة في دمشق حيث كان يعيش مع رجال سعوديين آخرين. أخبرني أن هؤلاء هم أصدقائه وأبناء عمومته. لقد أجبرني على شرب الكحول. كنت أستيقظ في بعض الصباحات مستلقيًا على السرير بجوار شخص غريب تمامًا.”

وهددت نجلاء بإبلاغ الشرطة عن فهد، لكنه حذرها من أنها إذا فعلت ذلك فإن حياتها ستكون في خطر لأن عملاءه من ذوي النفوذ، مؤكدة أنها قبلت مصيرها، واستسلمت لأوامره، التي ستتحملها لمدة تسعة أشهر.

سرقة كليتها

وأوضحت “نجلاء” أنه بعد انتقالها من رجل إلى آخر، بدأ العملاء يرفضونها. ، لافتة إلى أن “فهد” اصطحبها إلى دمشق إلى عيادة خاصة، حيث ادعى أنها ستخضع لعملية تجميل وإعادة بناء غشاء البكارة، مستذكرة أنه تم تخديرها ثم استيقظت في الشارع لتجد أن كليتها قد تم استئصالها وسرقتها، لافتة إلى أن بعض الأشخاص الذين رأوها ساعدوها على العودة إلى منزل والدتها في إدلب في يوليو/تموز.

من جانبها، وضحت أسماء خليل، مديرة المركز السوري لضحايا الاتجار بالبشر، في مدينة إدلب أنه لا توجد بيانات رسمية عن العدد الدقيق لضحايا الاتجار بالبشر والأعضاء في سوريا.

الخوف من العار يمنع العائلات من كشف المستور

وأوضحت خليل في حديثها لـ”المونيتور” أن معظم هذه الجرائم تتم في الظلام، لذلك يصعب الحصول على عدد دقيق من الضحايا أو تفاصيل عن الجرائم.

وقالت: “ما نسمعه عن ضحايا الاتجار وأعدادهم مجرد قصص لا تدعمها الأدلة”. “كما أن العديد من الأسر تخفي ما حدث لبناتها خوفا من العار والوصم من قبل المجتمع”.

النساء تروي تجارب مروعة في شبكات الاتجار بالبشر في سوريا

وتحدث بسام العاصمي، المحامي وعضو لجنة محلية للدفاع عن معتقلي الرأي، لـ”المونيتور” عن الأسباب وراء الارتفاع الواضح في الاتجار بالبشر في إدلب.

وقال عاصمي : “الاتجار بالبشر موجود في جميع دول العالم، ولكن بشكل أكبر في المناطق التي تشهد صراعات وعدم استقرار. وفي سوريا، استغلت المنظمات الإرهابية النساء والأطفال وأجبرتهم على ممارسة أنشطة غير قانونية، بما في ذلك التسول والدعارة والجنس”. “العبودية والسرقة. كما يتم تجنيد العديد من الأطفال من قبل المنظمات العسكرية للقتال في مناطق القتال.”

تجارة الأعضاء وارتفاع معدلات الفقر

وأوضح “عاصمي” أيضاً أن تجارة الأعضاء أصبحت أكثر شيوعاً في سوريا بسبب ارتفاع معدلات الفقر، قائلاً: “في كثير من الحالات، يقبل الناس عن طيب خاطر بيع أعضائهم. وسرعان ما انتشرت هذه الجرائم البشعة في المجتمع السوري في ظل غياب الدولة، فيما فشل المجتمع المدني في وقف هذه الجرائم”.

ارتفاع معدلات الفقر في سوريا

وقال:”إن غالبية السكان في إدلب نازحون ويعيشون في ظل فقر مدقع، مما يدفع نسائهم إلى اللجوء إلى العمل الجنسي لتوفير احتياجاتهم اليومية واحتياجات أسرهم”.

واختتم عاصمي حديثه قائلاً: “إن هذه الجرائم هي بلا شك انتهاك لحقوق الإنسان. هناك منظمات إجرامية تحقق مكاسب مالية من إدارة شبكات الاتجار. وفي الوقت نفسه، تفشل الدولة ومؤسساتها في فرض العدالة وإنفاذ القانون، على الرغم من توقيع سوريا على بروتوكول الأمم المتحدة لعام 2000 لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص.”