-

وسط حنق شعبي ضدّها.. صحيفة جزائرية تُحذّر

(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن- وجّهت صحيفة جزائرية، مُقربة من الرئاسة، تحذيرات شديدة اللهجة إلى المسؤولين في دولة الإمارات بسبب ماوصفته بـ “الممارسات العدائية لحكام أبو ظبي تجاه الجزائر، حكومة وشعباً”.

وكشفت “الخبر” في عددها الصادر، الإثنين 04 سبتمبر/أيلول 2023، عن التوتر غير الرسمي وغير المسبوق خلال الفترة الأخيرة، في العلاقات الجزائرية-الإماراتية.

المقال بقلم الصحفي “أحمد حفصي“، تحت عنوان “ماذا تريد أبوظبي من الجزائر؟”، حلّل فيه الصحفي الجزائري الطريقة العدائية التي تتصرّف بها دولة الإمارات مع الجزائر والأهم من ذلك دعمها “العسكري” للمملكة المغربية.

وأوضح أن “الممارسات العدائية لحكام أبو ظبي تجاه الجزائر، حكومة وشعبا، تؤشر على أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتجه نحو المجهول، وقد لا يطول خيار ضبط النفس الذي تلتزم به الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة”.

تغريدة أحمد حفصي حول مقال صحيفة الخبر الجزائرية

الجزائر ستكون مضطرّة للردّ على “الأشقاء”

وفي سياق ذلك، اعتبر الصحفي الجزائري أنّ “الجهات المختصة ستجد نفسها مضطرة للرد إذا لم “يعد الأشقاء إلى رشدهم”.

وتابع: “لم تنطلق التقارير الإعلامية المحلية عن وجود “تحركات مشبوهة” لملحق الدفاع بسفارة الإمارات العربية في الجزائر من دائرة التخمين أو من التكهنات، بل تصدقها أفعال وأقوال رسميين إماراتيين، فالاصطفاف وراء نظام المخزن ترجمته “هبة” الطائرات الحربية التي تقدمت بها أبوظبي إلى شركائها في التطبيع بالرباط مؤخرا.

“يضاف إليها معدات الجوسسة التي نشرها المغرب عبر حدوده مع بلادنا، والتي وجهت خصيصا للتجسس على مختلف الاتصالات الداخلية للجزائريين عبر الشريط الحدودي، فضلا عن الدعم الإماراتي المفضوح لأطروحة المغرب التوسعية، وأيضا الاحتلاليّة للصحراء الغربية على جميع الأصعدة” حسب ذات المصدر.

وحسب الصحفي الجزائري أحمد حفصي “يأتي ذلك بالتزامن مع نشر تقارير إعلامية مفصلة حول تحركات مريبة للملحق العسكري الإماراتي في الجزائر، والذي يحمل رتبة عقيد، وتصريحه أمام نظراء له من عدة دول أوروبية أنه “في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المغرب“.

نص تغريدة أحمد حفصي

“الخبر” ناطق “غير رسمي” باسم الرئاسة الجزائرية

هكذا يرى كثيرون الصحيفة الجزائرية، التي دأبت خلال الأشهر الأخيرة الردّ على التهم والحملات التي تُوجّه ضدّ مصالح الحكومة والرئاسة الجزائريتين.

وعادة ما تكشف الصحيفة، الناطقة باللغة العربية والأكبر في البلاد، عن أخبار حصرية استناداَ إلى مصادر في رئاسة الجمهورية، ورغم ذلك تتذبذب أحياناً علاقاتها مع السلطة بسبب المواضيع الحقوقية، لكنها سرعان ما تعود إلى سابق عهدها.

ويعتبر مراقبون للشأن السياسي والإعلامي الجزائري، أن السلطات المعنية عادة ما تلجأ لصحف محليّة “ذات صيت” لتوجيه رسائل داخلية أو خارجية، بصفة “غير رسمية” وتحت غطاء إعلامي صحفي.

ويُغدَق على جريدة الخبر الجزائرية بالإعلانات الحكومية، كنوع من الدعم نظير تغيير خطها التحريري خلال السنوات القليلة الماضية.

وهو بالفعل ما أكدته مصادر إعلامية لـ”عربي بوست“، بأنّ الصحف الكبرى في الجزائر، لا يمكنها تناول مواضيع حساسة تخص السياسة الخارجية، كالذي تنشره “الخبر” بشأن الإمارات دون إيعاز أو العودة إلى أصحاب القرار.