وطن- بعد الانقلاب العسكري الذي جدّ في الغابون، من قبل مجموعة من كبار الضبط في البلاد، الذين أعلنوا تعيين الجنرال “بريس أوليغي نغيما” رئيسًا للمرحلة الانتقالية، وسط إدانات دولية، بدأ نشطاء بتداول فيديوهات لا علاقة لها بما يجري في الغابون، منها مقطعا ادعى ناشروه أنه يوثق تظاهرة مناهضة لعلي بونغو رئيس الغابون الذي تم الانقلاب عليه، وملك المغرب محمد السادس، تزامنا مع الانقلاب.
وفي هذا السياق تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لمتظاهرين غابونيين يرفعون شعارات “محمد السادس وبونغو شركاء في القتل”، و”البوليساريو والمقاومة الغابونية، نفس المعركة، نفس العدو، المغرب”، وذلك بالتزامن مع الانقلاب العسكري على الرئيس الغابوني علي بونغو.
بعد إسقاط عميل فرنسا #علي_بونغو خرج متظاهرون غابونيون إلى الشوارع ورفعوا شعارات كُتب عليها "محمد السادس و بونغو قتلة مرتبطين"، "البوليساريو والمقاومة الغابونية، نفس المعركة، نفس العدو، المغرب" ونددوا بإحتلال المروك لـ #الصحراء_الغربية
إفريقيا تلفظ عملاء فرنسا#الجزائر#Gabon
⬇️ pic.twitter.com/NiO9y5ytCV
— أوراس54 (@aures_54) August 30, 2023
تحقق “مسبار” ـ الموقع المختص بمكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة ـ من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لمظاهرة ضد محمد السادس وعلي بونغو بالتزامن مع الانقلاب العسكري الأخير في غابون.
الفيديو يخص تظاهرات تندد بتدخل ملك المغرب في شؤون غابون 2018
نشر مقطع الفيديو الأصلي على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 30 ديسمبر/كانون الأول 2018، وشاركته، حينها، مجموعة في موقع فيسبوك تحمل اسم “كاتب المقاومة جان بينغ”، وهو سياسي وكاتب وزعيم المعارضة الغابونية الذي خسر الانتخابات أمام علي بونغو عام 2016.
وأُرفق المقطع بتعليق “الشتات الغابوني في أوراسيا، أصدقاء الغابون: محمد السادس وعلي بونغو شركاء في القتل”. كما كتب ناشر المقطع “جولة بالفيديو في مظاهرة 29 ديسمبر 2018، من ساحة تروكاديرو إلى سفارة غابون في باريس”.
La Diaspora Gabonaise d Eurasie, amies et amis du Gabon : "Mohamed VI et Ali Bongo, assassins associés."
Un tour en vidéo de la marche du 29 décembre 2018, de la Place du Trocadéro à l ambassade du Gabon Paris 16e -123e semaine de Résistance patriotique et pacifique. @Elyseepic.twitter.com/Kdi7aYIWZh
— Jean Aimé MOUKETOU (@JeanAimMOUKETOU) December 30, 2018
كما عثر فريق “مسبار” على صور من المظاهرة ذاتها، منشورة يوم 29 ديسمبر 2018.
وتأتي المظاهرة، وفق منظميها، احتجاجًا على التدخل الفرنسي المغربي في غابون، واعتبار النزاع الانتخابي لعام 2016 قائمًا، مع المطالبة بإعادة انتخابات 27 أغسطس/آب 2016 التي تم “الاستيلاء عليها”.
كما طالب المحتجون بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السجناء السياسيين. مع التذكير بأنّهم لايعترفون سوى برئيس واحد للجمهورية وهو جان بينغ.
وورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للموقف المغربي من الصحراء الغربية، حيث كُتب على إحدى اللافتات شعار “البوليساريو والغابونيين: نفس المعركة نفس العدو، المغرب”.
علي بونغو قيد الإقامة الجبرية
وكانت سلطة الانقلاب في الغابون، أعلنت عن إلغاء الانتخابات ووضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية محاطًا بعائلته وأطبائه، وتوقيف أحد أبنائه بتهمة “الخيانة العظمى”.
وفي المقابل، ظهر الرئيس المعزول علي بونغو في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، دعا فيه من نادهم بـ”الأصدقاء” إلى “رفع أصواتهم”، مؤكدًا أنّه موجود في مكان إقامته، وأنّه لا يعرف شيئًا عن ابنه وزوجته.
يشار إلى أنّ رئيس غابون المعزول، يعاني من آثار جلطة دماغية أصيب بها منذ عام 2018، واختفى حينها عن الأضواء، وسط تكتم حول وضعه الصحي.
ومؤخرًا أشارت تقارير إعلامية، إلى أنّ بونغو يعاني من صعوبة في الحركة في ذراعه وساقه اليمنى.
وتولى علي بونغو (64 عاما) السلطة خلفا لوالده عمر بونغو الذي توفي إثر سكتة قلبية أثناء تلقيه العلاج من سرطان الأمعاء عام 2009، بعد ما يقرب من 42 عاما في منصبه.
ووصل عمر بونغو (الأب) إلى السلطة في عام 1967، بعد سبع سنوات من حصول الغابون على استقلالها عن فرنسا، وحكم الدولة الصغيرة بقبضة حديدية، وفرض نظام الحزب الواحد لسنوات ولم يسمح بحكم التعددية إلا في عام 1991، رغم احتفاظ حزبه بقبضته على الحكومة.