-

حتى في سنوات التوتر.. تدفق لا يتوقف لأثرياء

(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن- يبدو أن سنوات التوتر التي سادت بين تركيا والخليج، لم تمنع أثرياء تلك الدول للتدفق إلى الأماكن السياحية في الدولة الأوروبية وشراء الفلل الراقية فيها.

هذا ما كشفته صحيفة “التايمز“، التي استهلت تقريرها بالقول إن الجبال الخضراء والشلالات في يالوفا (شمال غرب تركيا)، كانت الصخرة التي قامت عليها العلاقات الاقتصادية التركية مع دول الخليح.

ففي الثمانينات من القرن الماضي، فتح ثلاثة رجال في قرية غوكتشدري الجذابة – حيث بني فندق زمزم – الطريق أمام موجة من الاستثمارات العربية بالمنطقة.

في ذلك الوقت، لم يكن مسموحا للأجانب شراء العقارات في تركيا، إلا أن مختار القرية وإمامها ومدرسها، بنوا علاقات مع المستثمرين العرب الذين تولوا الأمور الرسمية نيابة عنهم.

بعد ذلك، انجذب العرب للمنطقة بسبب قربها من إسطنبول، حيث لا تبعد سوى ساعات بالطريق، وبدأوا ببناء الفلل وقضاء العطل فيها، وظهرت نتيجة لذلك صناعة خدمات بالمنطقة.

واليوم، تُكتب أسماء المحلات تقريبا بالعربية والتركية، رغم الملاحقة لهذا في أجزاء أخرى من تركيا والتي استقر فيها اللاجئون السوريون.

وفي مجموعة على فيسبوك، تحفل الصفحة بالإعلانات التجارية التي تخدم مجتمع الوافدين الصغير، وتظهر نساء بالملابس المحتشمة، والطعام العربي ومنازل للبيع. ونصف التجارة في الشارع الرئيسي بغوكتشدري هي للعقارات.

أثرياء الخليج يتدفقون إلى تركيا

تدهور العلاقات التركية الخليجية

الصحيفة قالت إن علاقات تركيا مع دول الخليج تدهورت بسبب دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول، مما جعل العلامة التي تركتها الاستثمارات الخليجية في هذه المنطقة الريفية كانت سيئة.

وأصبح فندق زمزم بطرازه الكلاسيكي الجديد والجبص المتهالك على واجهته علامة عن العلاقات المتدهورة بين تركيا ودول الخليج.

ويذكر التقرير: “كانت اليافطات التي تظهر لوحتها الشمس على باب الفندق دعاية لأجنحة راقية ورجال بالأثواب العربية يتجولون في ردهة الفندق اللامعة، إلا أن الفندق لم يفتتح أبدا، فقد نفد المال من المتعهد وأعاد البنك الاستحواذ عليه وقبل أن يكتمل”.

تحسن العلاقات

الآن تغير الوضع السياسي، وأصلح أردوغان علاقاته مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويقود حملة لإعادة بناء العلاقات مع الخليج. وخفف من دعمه للإخوان، وزار السعودية والإمارات وقطر موقعا صفقات تجارية ثنائية واتفاقيات استثمار والتي تعد بحلب عشرات المليارات من الدولارات إلى الاقتصاد التركي.

ربما تغيرت حظوظ فندق زمزم، فقد بيع الموقع لمسثتمر جديد، وقال دينز أوز الذي يدير شركة عقارات “ريس” المقابلة للفندق: “سيبدأ العمل من جديد وسيتم افتتاحه.. المشكلة كانت مالية”.

وحصل بعض من استثمر في العقارات على الجنسية التركية، فقد عرضت تركيا منذ 2017 المواطنة من خلال برامج الاستثمارات، حيث سمحت لأي شخص يستثمر 400.000 جنيه استرليني على الأقل بالحصول على الجواز التركي ولعائلاتهم المباشرة.

ووفق التقرير، لم تتوقف عمليات شراء العقارات في يالوفا حتى في ذروة الخلاف التركي- السعودي، إلا أن البرنامج أثار شكاوى من الأتراك الذين يكافحون لشراء البيوت التي زادت أسعارها في السنوات الماضية. وتعارض المعارضة العلمانية الخطة وتتهم أردوغان بمحاولة تغيير الطابع السكاني للبلد.

وحتى العام الماضي، كان أكبر المستثمرين هم من الإيرانيين وبعدهم العرب مع أن الروس تفوقوا عليهم اليوم.

وكانت تركيا واحدة من الدول القليلة التي لم تفرض عقوبات أو قيودا على رجال الأعمال الروس والمواطنين العاديين، ووضعت المطاعم والفنادق في يالوفا علامات بالروسية إلى جانب العربية والتركية.