-

حمد بن عيسى مُرتبك وأمريكا قلقة.. مئات السجناء

(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن- نظّم أكثر من 800 سجين أكبر إضراب عن الطعام على الإطلاق في البحرين منذ أوائل أغسطس الحالي، مع احتجاز عدد من السجناء السياسيين المضربين في أكبر سجن في البلاد، وهو مركز الإصلاح والتأهيل في جو.

كما نزل أهالي السجناء إلى الشوارع للاحتجاج والمطالبة بالإفراج عن أحبائهم.

ويوم الاثنين، بعد 22 يومًا من الإضراب عن الطعام، اجتمعت السلطات البحرينية مع مجموعات المناصرة لمناقشة الإصلاحات. لكن السجناء يقولون إن هذه المقترحات بالكاد تعالج مخاوفهم، ولذلك تعهدوا بمواصلة احتجاجهم.

وقال سيد أحمد الوداعي، وهو المدير التنفيذي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، “إنّ الغضب من هذا الظلم لم يعد يمثل مشكلة خلف جدران السجن. هو الآن مشكلة في الشوارع البحرينية”.

إضراب جماعي عن الطعام لمعتقلي الرأي في البحرين

في الوقت الذي يُعتَبَر فيه إبراهيم شريف، محظوظًا لعدم قضائه أكثر من خمس سنوات في السجن، صدرت أحكام على آخرين بالسجن مدى الحياة. ومن بينهم عبد الهادي الخواجة، المرشح لجائزة نوبل للسلام، والذي يصفه الوداعي بـ “الأب الروحي” لحراك حقوق الإنسان في البحرين.

وصرّحت مريم الخواجة، وهي ابنة عبد الهادي، وتعيش حاليًا في الدنمارك، لقناة “الجزيرة” أن “الحرمان من العلاج الطبي قتل بطيء” مضيفة أن “الإضراب عن الطعام يعرض والدي لخطر الإصابة بنوبة قلبية. لكنه كان بالفعل في خطر لأنهم رفضوا السماح له بزيارة طبيب القلب”.

وليس الإضراب عن الطعام جديدًا على عبد الهادي الخواجة، فقد استمر أطول إضراب له عن الطعام لمدة مئة وعشرة أيام في العام 2012.

عبد الهادي الخواجة

لكنه الآن لن يتمكن من الاستمرار لفترة طويلة، على حد قول مريم، بسبب حالته الصحية، التي تشمل معاناته من عدم انتظام ضربات القلب، والمياه الزرقاء، والألم المزمن بسبب الصفائح المعدنية في فكه بعد تعرضه للضرب المتكرر من قبل سلطات السجن، من بين عدد من القضايا الأخرى.

وفقًا للوداعي، حظيت الاحتجاجات بالزخم، إذ تضاعف عدد المضربين عن الطعام منذ بدء الإضراب في 7 أغسطس/آب.

ويشارك حاليا 804 من السجناء، بحسب قائمة المضربين عن الطعام التي جمعها معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، والتي راجعها موقع الجزيرة.

ولم يؤد اجتماع يوم، الاثنين، بين الحكومة وجماعات المناصرة سوى للقليل لتهدئة الإضراب عن الطعام.

فقد التقى وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، بعدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، من بينهم رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ورئيس هيئة حقوق السجناء والمحتجزين، وفقًا لبيان لوزارة الداخلية.

الإضراب أربك عائلة الحكم وأثار قلق أمريكا

ونوقش في الاجتماع الخدمات الصحية للنزلاء، ومراجعة نظام الزيارة الحالي، وزيادة الوقت المخصص يوميًا في الخارج من ساعة واحدة إلى ساعتين.

وشدد آل خليفة على “التعاون المستمر بين وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم في تقديم البرامج والخدمات التعليمية للنزلاء وتسهيل استكمال دراستهم في كافة المراحل”.

مئات السجناء ينظمون أكبر إضراب عن الطعام في البحرين

لكن الوداعي قال إن الاجتماع “غير كافٍ ومتأخر جدًا” وإن الحكومة ما زالت غير قادرة على الاستجابة للمطالب الأساسية للسجناء.

ولفت الوداعي إلى أنّه “بناء على المحادثات مع السجناء في أعقاب بيان وزارة الداخلية، من الواضح أن الإضراب عن الطعام سيستمر حتى تعالج الحكومة مخاوفهم بجدية وبحسن نية” مضيفًا أنّه “حتى الآن، لم يأخذوا أيًا من المطالب الأساسية للسجناء المضربين على محمل الجد”.

وأكّد الوداعي أنّه “لا ينبغي للحكومة أن تستهين بالوضع الحساس للسجناء والغضب في الشوارع. ففي حال توفي أحد السجناء، سيكون الوضع خارج نطاق السيطرة”.

وحتى وقت النشر، لم تستجب السلطات البحرينية لطلب موقع الجزيرة للتعليق على ادعاءات التعذيب وحرمان السجناء من العلاج الطبي.

أثار الإضراب قلق الولايات المتحدة، حليفة البحرين، إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق من الشهر الحالي إن الوزارة “مطلعة على التقارير الواردة عن هذا الإضراب عن الطعام وتشعر بالقلق حيالها”.

ومع ذلك، تؤكد مريم الخواجة أنّ الحلفاء الغربيين للبحرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، تجاهلوا منذ فترة طويلة انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، ودعموا الدولة الخليجية ومكنوا حصول الانتهاكات.

مريم الخواجة

وتأمل مريم، التي اعتُقِلت أيضًا ثم أُطلِقَ سراحها بعد ضغوط دولية عندما حاولت آخر مرة زيارة البحرين في العام 2014، للحصول على عفو عام آخر عن والدها والسجناء الآخرين.

ما عدا ذلك، تشعر مريم بالقلق من احتمال موت والدها في السجن. وقالت إنّ تجربة والدها ونشاطه المستمر في مجال حقوق الإنسان ألهماها لتصبح أيضًا مدافعة عن حقوق الإنسان، وهي قصة مماثلة لكثيرين من الآخرين في المنطقة الذين التقوا به.

وأكدت مريم أنّه “التقيت بأشخاص من الخليج أخبروني أنهم يريدون العمل في مجال حقوق الإنسان بسبب والدي، لأنهم التقوا به وشكّل مصدر إلهام لهم”.

يشعر إبراهيم شريف، الذي تشارك في إحدى الزنازين مع الخواجة، بالقلق من احتمال وفاة السجناء المضربين عن الطعام، ولا يتردد في مواصلة انتقاد الظلم الذي تعرض له هو شخصيًا.

وقال شريف إنّه “لديهم خيار: إما أن يزجوا بي في السجن أو يسمحوا لي بالتعبير عن رأيي. لا أعتقد أنهم يريدون سجني، لذلك أنا أتحدث بحرية بقدر ما أستطيع”.