وطن- استشهد مقاوم فلسطيني بارز صباح اليوم الخميس، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام جنين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب، إنّ الشاب مصطفى الكستوني البالغ من العمر 32 عامًا، استشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين.
جاء ذلك بعد أنّ اقتحمت قوة كبيرة من قوات الاحتلال مخيم جنين، بعد تسلل الوحدات الخاصة إلى المدينة من منطقة الدوار والبلدة وسط اندلاع مواجهات عنيفة.
وقالت مصادر محلية إنّ قوات الاحتلال فجرت منزل الكستوني، واختطفت الشابين هاني الكستوني، وحسن الهصيص، فيما أفاد شهود عيان باندلاع مواجهات بين العشرات من الشبان وقوات الاحتلال، فيما سمع تبادل لإطلاق نار مع مقاومين فلسطينيين.
ووثق مقطع فيديو، لحظة انتشال جثمان الشهيد مصطفى الكستوني في جنين، والذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال.
لحظات انتشال جثمان الشهيد مصطفى الكستوني في جنين، والذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال pic.twitter.com/3woq81ftMJ
— القسطل الاخباري | القدس (@AlQastalps) August 17, 2023
وأرسل جيش الاحتلال، تعزيزات كبيرة إلى جنين، قبل تفجيره لمخبز يعود إلى عائلة الكستوني، تزامنا مع الاشتباكات المسلحة خلال اقتحام المخيم، ما أسفر تسجيل إصابات.
وتقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة جنين ومخيمها باستمرار، حيث تشهد الضفة الغربية المحتلة موجة تصعيد إسرائيلية منذ أشهر شن خلالها جيش الاحتلال عمليات اقتحام واعتقال في مناطق مختلفة في الضفة، التي تحتلها إسرائيل بما فيها القدس منذ العام 1967.
تغطية صحفية: جانب من الاشتباكات مع الاحتلال في جنين، صباح اليوم. pic.twitter.com/q34E7y47SF
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 17, 2023
الفصائل تتوعد بالرد على جريمة الاحتلال
ونعت الفصائل الفلسطينية، الشهيد مصطفى الكستوني قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين بعد اغتياله من قِبل قوة خاصة تابعة لجيش الاحتلال بعد اقتحام الحي الشرقي من المدينة.
وحملت الفصائل الفلسطينية، حكومة الاحتلال مسؤولية جريمة الاغتيال الجديدة مؤكدة أن الرد سيكون قاسيا.
ووجه الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، التحية للمقاومة الباسلة في جنين التي تواصل تصديها لاقتحامات جيش الاحتلال وتشتبك معه بكل بطولة وفدائية.
تغطية صحفية: اشتباكات مسلحة وتفجير مخبز خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين صباح اليوم. pic.twitter.com/z3oXCg2faI
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) August 17, 2023
وقال إنّ جنين ستبقى عاصمة المقاومة وقلعة المجاهدين ولن يكسرها كل إجرام الاحتلال الإسرائيلي بل سيزيدها عنفوان وثورة، مشيراً إلى أن دماء الشهداء التي تروي أرض جنين ستكون على الدوام وقوداً لتصعيد الانتفاضة والثورة.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الشهيد المقاوم مصطفى الكستوني، من مدينة جنين، وأحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، وقالت إن هذا العدوان على مدينة جنين هو جزء من المخطط الذي يستهدف المقاومة في كل الأراضي الفلسطينيّة، ويأتي في سياق المخطط الشامل بالضم وفرض المشروع الصهيوني الاستعماري بالقوة على كامل الأرض الفلسطينية.
وقالت الجبهة الشعبية إن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وأضافت: “شعبُنا ومقاومتُهُ أكّدوا دومًا أن كل مخططات الاحتلال تفشل أمام صموده ومقاومته التي تسطر يومًا بعد يومٍ أروعَ صور البطولة والفداء”.
ودعت “الشعبية” إلى مواجهة هذا العدوان الصهيوني بمزيدٍ من المقاومة، وتطوير أدواتها وأشكالها، وتوفير الحماية السياسية وتحصين حاضنتها الشعبية.
في حين نعت لجان المقاومة في فلسطين، الشهيد مصطفى الكستوني، مؤكدة أن دماء الشهداء التي تروي أرض الوطن هي دافع كبير لتصاعد ثورة الشعب الفلسطيني دفاعا عن الأرض والمقدسات
وقالت اللجان في بيان، إن تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاوميه الشجعان سيخلدها التاريخ وستظل محفورة في ذاكرة كل أحرار الأمة، وأضافت أن استمرار العدو الصهيوني المجرم في سياسة القتل والإجرام والإغتيالات بحق الفلسطينيين تمثل إمعانا وإصرارا صهيونيا على سفك الدماء واستباحة الأرض والمقدسات ما يدعو إلى تصعيد المقاومة والثورة ومجابهة العدو وقطعان مستوطنيه على كافة محاور الاشتباك والطرق الالتفافية وضربه بكل قوة وإشعال الأرض ناراً انتصارا لدماء الشهداء.
إدانة رسمية للجريمة الإسرائيلية
أما على الصعيد الرسمي، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات مسلسل الاقتحامات الدموية التي ترتكبها قوات الاحتلال في عمق المدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية بحجج وذرائع واهية وغير قانونية، والتي تخلف المزيد من الشهداء والمصابين والأسرى كما حدث صباح هذا اليوم في مدينتي جنين وطوباس، في دوامة لا تنتهي ولصيقة بوجود الاحتلال واستمراره وتعبير صادق عن طبيعته الإجرامية الدموية.
وقالت الوزارة إنّ هذه الاقتحامات سياسة إسرائيلية رسمية لا تعترف بشريك السلام الفلسطيني بل وتسعى لتقويض وتدمير مقومات وجوده، وتحاول بتلك العربدات ضرب مصداقيته وإضعافه بالشارع الفلسطيني.
وأضافت أن هذه السياسة الإسرائيلية الرسمية تهدف لكسر إرادة الصمود والدفاع عن النفس لدى المواطنين الفلسطينيين وترهيبهم وتذكيرهم يومياً ببطش آلة الحرب الإسرائيلية وتخويفهم منها، وتهدف أيضاً لفرض صيغة غير إنسانية من التعايش مع الاحتلال والقبول به وبأشكال الاضطهاد والقمع المرافقة له، على طريق استكمال عمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وتدجين مواطنيها.