وطن- وجهت صحيفة “التايمز” البريطانية اتهاما مبشرا للجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر بالمسؤولية عن ارتفاع عدد ضحايا “إعصال دانيال”، مؤكدة بأنه ترك مدينة درنة عرضة لما حدث فيها.
وفي تقرير مطول لها، استذكرت الصحيفة تاريخ خليفة حفتر الذي كان مقربا من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ثم محاولة الانقلاب عليه قبل أن تقوم “سي آي إيه” بإجلائه جوا، ليعود قبل مقتل “القذافي” ويقدم نفسه كمنقذ للشعب الليبي.
كما استذكرت الصحيفة ما فعله “حفتر” وقواته بالمدينة المنكوبة في وقت سابق، موضحة أنه بعد معركة طويلة في بنغازي، حاصر درنة، في عام 2018، وارتكبَ جرائم حرب: “لقد خنق المدينة لعام ونصف، وتركها بدون طعام، وعرّضها لقصف وحشي.”
غضب الليبيين أصبح مركزا ضد حفتر وأبنائه
ولفتت الصحيفة إلى تصاعد غضب الليبيين الذي أصبح مركزا حاليا على خليفة حفتر وأبنائه، الذين يسيطرون على شرق ليبيا، بعد انهيار السدين وتسببهما بفيضان جعل درنة يبتعلها البحر.
الرأي العام يعرف المسؤولين عن كارثة درنة
ونقلت الصحيفة عن الكاتبة والأكاديمية في جامعة لويس غويدو كارلي بروما، ومحرّرة كتاب “العنف والتحول الاجتماعي في ليبيا” فيرجيني كولومبير قولها: “جماعة حفتر تصفها بالكارثة الطبيعية، ولكن الرأي العام يعرف الأفراد المسؤولين. وتم تخصيص ميزانيات كبيرة للإصلاح والصيانة، لكن لم يعمل شيء”
البحث عن شخص لتحميله المسؤولية
من جانبه، قال تيم إيتون، من منظمة تشاتام هاوس في لندن: “بدأت أسمع دعوات لتحقيقات دولية بشأن ما حدث”، و”يقال إن قوات حفتر عارضت عمليات الإجلاء عن المدينة، والناس يبحثون عن شخص لتحميله المسؤولية”.
أما المديرالمشارك في مجموعة تحليل المخاطر “ليبيا ديسك“، أوليفر كراولي، فقال: “علينا ألا نتوقع دوام صبر الناس مع الطبقة السياسية”.
وعلقت الصحيفة في تقريرها أن الجنرال الليبي خليفة حفتر البالغ من العمر 79 عاماً ويحمل الجنسية الأمريكية وبما لديه من شهية للمغامرات العسكرية لا يحمل أي اهتمام بتفاصيل الحكم بقدر ما يملك من طموح لملء الفراغ الذي تركه الزعيم الراحل معمر القذافي.
الإخفاق الأعظم
وأوضح التقرير أنه وبعد أعوام على “الحرب الأهلية” والفوضى، لم يسيطر إلا على الجزء الشرقي من ليبيا، في وقت أدارت فيه الحكومة المعترف بها دولياً مناطق الغرب.
وأوضحت الصحيفة أنه ربما كان الفيضان هو إخفاقه الأعظم.
يشار إلى أنه وفقا لجمعية الهلال الأحمر الليبية، فقد أدت كارثة إعصار دانيال وما تسببه في انهيار سدين في مدينة درنة إلى مقتل حوالي 11.300 شخص، في حين بلغ عدد المفقودين حوالي 10.000 آخرين.