وطن – طالبت منظمات حقوقية، السلطات البحرينية بخطوات عاجلة لإنقاذ السجناء المضربين عن الطعام في سجونها.
وعرض برنامج “جعفر توك” الذي يقدمه الإعلامي “جعفر عبد الكريم“، على تلفزيون “صوت ألمانيا DW”، شهادات من داخل هذه السجون والمعاملة اللا إنسانية التي يتلقاها من يرزحون خلف قضبانها.
ونقل البرنامج تسجيلاً صوتياً لسجين سياسي بحريني في “سجن جو” في البحرين بتاريخ 21-8-2023 روى فيها، أن السجانين بعد أن أخذوا سجيناً يدعى “أحمد جعفر” إلى العيادة ضربوه في الباص ووضعوه في الحبس الانفرادي مقيد اليدين والرجلين إلى الخلف.
“ومنذ سبعة أيام لا يستطيع أن يُصلي من شدة الألم كما لا يمكنه الذهاب إلى الحمام وفي حالة متعبة جراء الإضراب عن الطعام.”
وبحسب “معهد البحرين للحقوق والديموقراطية” فإنه بتاريخ 5/9/2023 تعرض السجين السياسي البحريني “أحمد جعفر“، لهذه المعاملة بعد طلبه مقابلة الضابط المسؤول عنه وبقي مقيداً ومعزولاً في الحبس الانفرادي لأكثر من أسبوعين.
وأحمد هو واحد من 800 سجين سياسي مضربين عن الطعام في السجون البحرينية.
وقال “أحمد السيد” مدير معهد البحرين للحقوق والديموقراطية، إن هذه الشهادة تعكس مدى فظاعة المعاملة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في سجن جو المركزي.
السجن الأكبر في البلاد
ويعد سجن جو السجن الأكبر في البلاد والسجن المركزي ويضم أكثر من 2600 سجين، وثلث نسبة المساجين هم مضربون عن الطعام ويعد هذا الإضراب هو الأكبر في تاريخ البحرين.
وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، يطالب السجناء بأمور منها الرعاية الطبية وإنهاء العزل الانفرادي والسماح لهم بأداء الصلوات، ووفق المصدر ذاته يتعرض العديد منهم لمعاملة غير إنسانية.
وطالبت “هيومن رايتس ووتش” باتخاذ خطوات فورية لمعالجة مظالم مئات السجناء المضربين عن الطعام ، وحثت اللسلطات البحرينية على إطلاق سراح كل شخص سجن لمجرد ممارسته حقه في حرية التعبير والتجمع.
وتزعم الحكومة البحرينية أن عدد المضربين في السجون هو 121 شخصاً فقط وأنها توفر لهم إمكانية إجراء فحوصات يومية، وتنفي سلطات البحرين استهداف المعارضة وتقول إنها تحاكم مرتكبي جرائم وفقاً للقانون في البلاد.
وعرض التقرير مشاهدا لاعتصام قام به أهالي السجناء في الشارع للمطالبة بحقوقهم.
اعتصام بلا استجابة
وقال مدير معهد البحرين للحقوق والديموقراطية، إن المعتصمين مستمرون في الإضراب منذ أكثر من 30 يوماً دون أدنى استجابة من سلطات إدارة سجن جو.
رغم أن الأهالي يطالبون بأدنى الحقوق لأبنائهم وغالبيتهم سجناء رأي وسجناء سياسيين وتم تعريضهم لمحاكمات جائرة وتعذيب، ومن منظور كثير من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان يجب أن يفرج عنهم وبصورة مباشرة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن قلقها على وضع السجناء في البحرين وطالبت بتحسين أوضاعهم.
وتشير مصادر في المعارضة البحرينية إلى أنه خلال الأيام الماضية حصلت مفاوضات بين مسؤولين بحرينيين ونزلاء مضربين عن الطعام، إلا أن ذلك لم يؤد وفق المصادر إلى أي تقدّم ملحوظ فيما يخص مطالب السجناء الأساسية والتي تتمحور حول: زيادة عدد ساعات التشمّس- إزالة العوائق الزجاجية في أثناء الزيارات- السماح بزيارة الأقارب ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية والحق في الرعاية الصحية والتعليم.
رفضوا التنازلات الحكومية
ومنذ مظاهرات 2011 التي تزامنت مع اندلاع ثورات الربيع العربي، حاكمت البحرين آلاف الأشخاص وفر كثيرون إلى الخارج.
وكانت وكالة “رويترز” ذكرت أن السجناء السياسيون المضربون عن الطعام في البحرين رفضوا التنازلات الحكومية، وسيوسعون احتجاجاتهم مما يزيد المخاطر في أكبر مواجهة منذ سنوات بين المعارضين والأسرة الحاكمة المدعومة من السعودية.
وتسيطر أسرة “آل خليفة” الحاكمة إلى حد كبير على المعارضة منذ أن أرسلت الرياض قوات لمساعدتها في سحق انتفاضة “الربيع العربي” في عام 2011، التي قادتها المعارضة ذات الأغلبية الشيعية.