وطن– يبدو أن الحرب السودانية المستعرة بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، جعلت حمل السلاح والذخائر أمرا مألوفا بين السودانيين أو أكثر من مألوف.
اتضح ذلك في واقعة التُقطت لها مقاطع مصورة، أظهرت إطلاق قذيفة آر بي جي فرحًا في أحد الأعراس في السودان، في مشهد وُصف بأنه صادم وغير متوقع.
هذا المشهد يأتي في وقت تكثر فيه التحذيرات من آثار الحرب السودانية المستعرة على الحالة النفسية للمواطنين، حيث يؤكد متخصصون في مجال العلاج النفس أن استرجاع أصوات القنابل ودوي المدافع وصور أشلاء الجثث في مخيلة الكبار والصغار من أقوى الصدمات التي شكلت تبعات نفسية قاسية.
مآسي الحرب السودانية
والحرب في السودان مستمرة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان أبريل الماضي، فيما وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا“، أمس الثلاثاء، طبيعة الوضع الإنساني المتردي في البلاد جراء الحرب.
وقال “أوتشا” في بيان، أن الحرب المستمرة أدّت إلى نزوح 4.8 مليون شخص داخل السودان وخارجه بسب الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بجانب عبور نحو مليون شخص إلى البلدان المجاورة.
وبحسب البيان، فإنّ 72.3 في المئة من النازحين داخليا هم في الأصل من سكان الخرطوم، فيما أُجبر ما لا يقل عن مليوني طفل على ترك منازلهم منذ اندلاع النزاع في السودان، مع توثيق نزوح أكثر من 700 طفل في كل ساعة في المعدل.
إنسانيا أيضا، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 3046 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة و84 حالة وفاة مرتبطة بها في ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق والقضارف وكسلا والجزيرة وغرب كردفان ونهر النيل وشمال دارفور والبحر الأحمر.
لكن وزارة الصحة الاتحادية في السودان، تقول إن تفشي الأمراض المرتبطة بالنزاع وتدهور النظام الصحي، من بين عوامل أخرى مرتبطة بشكل غير مباشر بالحرب، أدت إلى وفاة حوالى 6200 شخص في أنحاء السودان.