وطن- أصيب مراسل قناة الجزيرة بحالة تأثر شديد وانهار باكياً أثناء تغطيته للكارثة التي شهدتها ليبيا في مدينة درنة.
وبدا المراسل “أحمد خليفة” وهو يقف على أحد الطرقات ويسمع صوته وهو ينشج بالبكاء دون أن يتمكن من رفع رأسه قبل أن يتدخل المذيع من استديوهات الجزيرة ليقول أننا نتفهم طبيعة ما جرى في درنة وحجم الكارثة والمصاب.
وأضاف المذيع بينما واصل المراسل البكاء: “من الطبيعي هذا الأمر فالصحفي إنسان ولديه مشاعر يتأثر بهذه الكارثة”.
وتسببت عاصفة البحر الأبيض المتوسط دانيال في حدوث فيضانات مدمرة في ليبيا أدت إلى تحطيم السدود وجرفت أحياء بأكملها في مدن ساحلية متعددة في شرق الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وقال أحد مسؤولي البلاد يوم الاثنين إن هناك مخاوف من مقتل ما يصل إلى 2000 شخص.
وتُشير التقارير الأولية إلى أن عشرات المدن والقرى تعرضت لأضرار بالغة جراء الإعصار والفيضانات الشديدة بما في ذلك خسائر في الأرواح وأضرار في البنية التحتية والممتلكات.
وقالت وكالة أسوشيتد برس AP إن العدد الإجمالي المؤكد للقتلى جراء الفيضانات التي وقعت نهاية الأسبوع بلغ 61 شخصا حتى وقت متأخر من يوم الاثنين، وفقا للسلطات الصحية.
لكن هذه الحصيلة لم تشمل مدينة درنة التي أصبح الوصول إليها غير ممكن، ويعتقد أن العديد من آلاف المفقودين هناك جرفتهم المياه بعد انهيار سدين على منبع النهر.
وأظهر مقطع فيديو نشره سكان المدينة على الإنترنت دمارًا كبيرًا. تم محو مناطق سكنية بأكملها على طول النهر الذي ينحدر من الجبال عبر وسط المدينة. انهارت المباني السكنية متعددة الطوابق التي كانت تقف بعيدًا عن النهر جزئيًا في الوحل.
الآلاف في عداد المفقودين
وفي مقابلة هاتفية مع الوكالة يوم الاثنين، قال رئيس الوزراء أسامة حمد من حكومة شرق ليبيا إن هناك مخاوف من مقتل 2000 شخص في درنة، ويعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين. وأضاف أنه تم إعلان درنة منطقة كوارث.
وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية المتمركزة في الشرق، في مؤتمر صحفي إن عدد القتلى في درنة تجاوز 2000 شخص.
وأضاف أن هناك ما بين 5000 و 6000 شخص في عداد المفقودين. وأرجع المسماري الكارثة إلى انهيار سدين قريبين مما تسبب في حدوث فيضانات قاتلة.
ومنذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالحاكم القديم معمر القذافي وقتلته لاحقًا، تفتقر ليبيا إلى حكومة مركزية، ويعني الفوضى الناتجة عن ذلك تضاؤل الاستثمار في الطرق والخدمات العامة في البلاد وكذلك الحد الأدنى من تنظيم البناء الخاص. وتنقسم البلاد الآن بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب، تدعم كل منهما مجموعة من الميليشيات.
ونقلت الوكالة عن مدير المركز الطبي الرئيسي في المدينة عبد الرحيم مازق قوله: “إن 46 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في مدينة البيضاء بشرق البلاد. وتم الإبلاغ عن مقتل سبعة أشخاص آخرين في مدينة سوسة الساحلية شمال شرق ليبيا بحسب هيئة الإسعاف والطوارئ”.
وقال وزير الصحة أسامة عبد الجليل إن سبعة آخرين لقوا حتفهم في بلدتي شحات وعمر المختار. وأعلن عن وفاة شخص، الأحد، في بلدة المرج.
ثلاثة منقذين لقوا حتفهم
وقال الهلال الأحمر الليبي إن ثلاثة من عماله لقوا حتفهم أثناء مساعدة أسرهم في درنة.
وفي وقت سابق، قالت المجموعة إنها فقدت الاتصال بأحد عمالها أثناء محاولته مساعدة أسرة عالقة في البيضاء. وتم الإبلاغ عن فقدان عشرات آخرين.
وتخشى السلطات من احتمال وفاتهم في الفيضانات التي دمرت منازل وممتلكات أخرى في عدة بلدات في شرق ليبيا، بحسب وسائل إعلام محلية.
وفي درنة، قالت وسائل الإعلام المحلية إن الوضع كارثي مع انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وقال عصام أبو زريبة، وزير الداخلية في حكومة شرق ليبيا، إنه من المتوقع أن يكون أكثر من 5000 شخص في عداد المفقودين في درنة وأن العديد من الضحايا جرفتهم المياه باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
وقالت جورجيت غانيون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، إن التقارير الأولية أظهرت أن عشرات القرى والبلدات “تضررت بشدة… مع فيضانات واسعة النطاق، وأضرار في البنية التحتية، وخسائر في الأرواح”.
وكتبت: “أشعر بحزن عميق بسبب التأثير الشديد لـ (العاصفة) دانيال على البلاد… أدعو جميع الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين إلى التكاتف لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للناس في شرق ليبيا”. منصة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر.
وفي منشور على ذات المنصة قالت السفارة الأمريكية في ليبيا إنها على اتصال مع كل من الأمم المتحدة والسلطات الليبية، وتحدد كيفية إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، شارك الليبيون لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المنازل والطرق المغمورة بالمياه في العديد من المناطق في شرق ليبيا. وطلبوا المساعدة بينما حاصرت الفيضانات الناس داخل منازلهم وفي سياراتهم.
