وطن- اعتبر تحليل نشره الموقع الالكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنه في خضم التنافس بين الإمارات بقيادة محمد بن زايد، والسعودية بقيادة محمد بن سلمان، فإن الكفة ستميل للرياض على حساب أبوظبي.
وقالت الهيئة في تقريرها: “نجح ولي العهد السعودي في نسج علاقات مثمرة ومفيدة مع الصين وروسيا والهند، بينما عادت علاقات بلاده مع الغرب إلى سابق عهدها ويمكن القول إن بن سلمان أصبح في موقف أقوى ولم يعد بحاجة إلى مساعدة الإمارات لفتح الأبواب الموصدة أمامه”.
ولعل ما يؤكد وجود جفاء بين الزعيمين غياب السعودية عن قمة أبو ظبي التي دعا إليها محمد بن زايد والتي عقدت في 18 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري تحت عنوان “الازدهار والاستقرار في المنطقة”. ضمّت القمة قادة أربع دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، هي الإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان، إلى جانب الرئيس المصري وملك الأردن.
كما تغيبت الكويت أيضاً عن حضورها.
من جانبه تغيب محمد زايد عن حضور القمة العربية التي عقدت في مدينة جدة السعودية في 19 مايو/أيار 2023، إذ ترأس وفد الإمارات إليها نائب رئيس دولة الإمارات منصور بن زايد، مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم.
“لا يُرجح حرب إعلامية أو سياسية”
وتابعت BBC في ذات السياق “لا يرجح أن نرى حرباً إعلامية أو سياسية بين الإمارات والسعودية، كتلك التي قادتها السعودية والإمارات ومصر ضد قطر قبل سنوات قليلة لأن ذلك يعني نهاية مجلس التعاون الخليجي”.
لافتة أن “مثل هذه المواجهة ستضر بمصالح البلدين ولن تسمح الولايات المتحدة بها، لأنهما حليفان أساسيان لأمريكا في منطقة تعيش على وقع صراعات وحروب مستمرة منذ عقو”.
وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية لتقارير صحف غربية، كانت قد تحدثت عن الصدع في العلاقات بين ابن زايد وابن سلمان.
انقطع حبل الودّ بين ابن زايد وابن سلمان
ونقلت عن صحيفة “تلغراف” البريطانية التي نشرت، في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، تقريراً حمل عنوان “من رحلات التخييم إلى الجفاء، لماذا انقطع حبل الود بين أقوى صديقين في الشرق الأوسط” تحدثت فيه عن الخلاف بين حاكمي السعودية والإمارات.
ابن سلمان في موقف أقوى على الساحة الدولية
ونقلت “بي بي سي” أيضا عن صحيفة “وول ستريت جورنال” قولها إن محمد بن سلمان لم يتحدث إلى محمد بن زايد منذ ستة أشهر، وأنه خلال لقاء غير رسمي له مع الصحفيين السعوديين هدد بفرض حصار على الإمارات شبيه بالحصار الذي فرضته الدول الخليجية على دولة قطر عام 2017 مهدداً: “سيرون ما يمكنني فعله”.
وبات محمد بن سلمان في موقف أقوى على الساحة الدولية بسبب حاجة الغرب إلى الدعم السعودي لاستقرار سوق الطاقة، حيث تملك السعودية طاقة إنتاج فائضة ويمكنها سد العجز في سوق النفط، ولأنها قوة إقليمية لا يستهان بها وشريك تجاري مهم للغرب.
هل التنافس بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ذو طابع شخصي؟
في حلبة التنافس على زعامة الشرق الأوسط ولعب دور القيادة في الإقليم هناك عدد من الدول التي تتسابق على ذلك.
هناك تركيا وإيران والسعودية وهذه الدول تملك من الإمكانات والقوة العسكرية والنفوذ الإقليمي والتحالفات الدولية ما يؤهلها للقيام بهذا الدور.
لكن في حال وجود تنافس بين السعودية والإمارات على لعب دور الزعامة في منطقة الشرق الأوسط، فإن الكفة في صالح السعودية التي تتمتع بإمكانات مالية واقتصادية أكبر ووضع جيوسياسي أفضل، بحسب تقرير “بي بي سي”.
وتابع التقرير:”فإذا كان هناك فراق بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، فما هي الملفات والقضايا التي سببت الفرقة غير المعلنة بينهما؟ هل هي الحرب المجمدة مؤقتا في اليمن أم الحرب المستعرة في السودان أم التنافس على استقطاب الاستثمارات وكبريات الشركات الدولية، أم العلاقة مع إيران، أم كل هذه الملفات والقضايا؟”
واختتم مستكملا تساؤلاته:”هل التنافس بينهما ذو طابع شخصي لكونهما شخصيتين طموحتين للغاية، حسبما نقلت الصحف عن مسؤول أمريكي ولا يرضى أحدهما بأن يكون له منافس إقليمي؟”