وطن- نفت إسرائيل والولايات المتحدة تقارير نشرتها صحيفة “إيلاف” السعودية والمقربة جدا من الديوان الملكي، زعمت أن القيادة السعودية أبلغت إدارة بايدن بأنها ستجمد الجهود التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لأن حكومة نتنياهو غير مستعدة لتقديم أي تنازلات للفلسطينيين
وقالت وكالة “بلومبيرغ” في تقرير لها إن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين نفوا التقرير الذي نشرته الصحيفة وقولها أن الطبيعة “المتطرفة” للحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نسفت أي إمكانية للتقارب مع الفلسطينيين، وبالتالي مع السعوديين.
وبحسب ما ورد كانت إسرائيل “مرتبكة” من هذه الخطوة وفقًا لما ذكرته إيلاف، حيث اعتقدت أن السعوديين مستعدون للمضي قدمًا بغض النظر عن التقدم المحرز في القضية الفلسطينية.
وأشار تقرير مراسل الصحيفة في إسرائيل ومقره لندن إلى إصرار الوزيرين بتسائيل سموتريش وإيتمار بن غفير على عدم تقديم إسرائيل أي تنازلات للفلسطينيين، مضيفا أنه بدون تقدم مع رام الله، لن يكون هناك تقدم مع الرياض.
نتنياهو منفتح على لفتات تجاه الفلسطينيين مقابل تطبيع السعودية
وفي الشهر الماضي، أشار نتنياهو إلى أنه منفتح على لفتات تجاه الفلسطينيين إذا كان اتفاق التطبيع مع السعودية يعتمد على ذلك، وألمح إلى أنه لن يسمح لأعضاء الائتلاف بعرقلة الاتفاق.
وقال:”هل أعتقد أنه من الممكن تحقيق ذلك، وهل أعتقد أن المسائل السياسية ستمنع ذلك؟ أشك في ذلك”.
وأضاف في تصريح لـ”بلومبيرغ”:“إذا كانت هناك إرادة سياسية، فسيكون هناك طريقة سياسية لتحقيق التطبيع والسلام الرسمي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.”
من جانبه، قال وزير الخارجية إيلي كوهين في ذلك الوقت أيضا إن “القضية الفلسطينية لن تكون عائقا أمام السلام”، مضيفا:”لقد أثبتنا ذلك أيضًا في اتفاقيات إبراهيم. لدينا جميعا مصلحة في تحسين الحياة في مناطق السلطة الفلسطينية”.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي استعداد لتقديم تنازلات من سموتريش أو بن غفير، اللذين أكدا مرارا وتكرارا أنهما لن يقبلا أي تنازلات من هذا القبيل.
تكثيف اللقاءات السعودية – الفلسطينية
وفي الأسابيع الأخيرة، كثف السعوديون تعاملهم مع الفلسطينيين، وقد يُنظر إلى التقرير على أنه تحريف سياسي يهدف إلى الضغط على الجناح اليميني في حكومة نتنياهو لتقديم شكل من أشكال التنازلات للفلسطينيين، وبالتالي تمكين السعوديين من حفظ ماء وجههم مع الفلسطينيين أثناء إقامة العلاقات مع إسرائيل.
وأكدت “بلومبيرغ” على أن المملكة العربية السعودية ستشارك في استضافة حدث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع يركز على تجديد عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين من الأمم المتحدة.
وقال أحد الدبلوماسيين إن الحدث الذي يحمل عنوان “جهود يوم السلام من أجل السلام في الشرق الأوسط” سيعقد يوم الاثنين وتنظمه المملكة العربية السعودية إلى جانب الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مصر والأردن، وسيكون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المتحدث الرئيسي.
وقال دبلوماسي الأمم المتحدة إنه لم تتم دعوة البعثات الإسرائيلية أو الفلسطينية لحضور هذا الحدث، موضحا أن الحدث يركز على جمع أصحاب المصلحة العالميين المهمين حول هذه القضية من أجل “إعادة تنشيط” عملية السلام.
السعودية مررت رسالة لوفد فلسطيني
وقبل أسبوعين، استضافت الرياض وفداً من السلطة الفلسطينية لمناقشة كيفية الاستفادة من اتفاق التطبيع لتعزيز القضية الفلسطينية.
وأكد القادة السعوديون للوفد أن الرياض “لن تتخلى” عن القضية الفلسطينية، حتى عندما تناقش تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسبما قال مسؤول أمريكي وعربي الأسبوع الماضي.
وقال المسؤول الأمريكي والعربي إن هذه الرسالة تم تمريرها في اجتماعات متعددة بين وفد السلطة الفلسطينية وكبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان.
السعودية أكدت استعداداها للتطبيع دون إقامة دولة فلسطينية
وأوضح المسؤول العربي أن المملكة العربية السعودية أوضحت لرام الله أنها مستعدة للخروج عن موقفها العلني الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في غياب حل الدولتين الفعلي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن السلطة الفلسطينية قد حان لها التصالح مع هذا التطور، وبناء على ذلك تطالب باتخاذ تدابير لا ترقى إلى مستوى إقامة الدولة على الفور.