-

جيرالد فورد طلب من الملك فيصل سرا ان يستمر بحظر

جيرالد فورد طلب من الملك فيصل سرا ان يستمر بحظر
(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن- كشفت وثيقة أمريكية وهي عبارة عن برقية ارسلها السفير الأمريكي في الرياض “جيمس اكينز” إلى وزارة خارجيته، من أنه حصل على معلومات من الخارجية السعودية تفيد بلقاء سري جرى ما بين د. جون ماكمولين والملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز في بداية ديسمبر من عام ١٩٧٣ كمندوب عن نائب الرئيس الأمريكي، جيرالد فورد.

وفي البرقية التي كشفت عنها ويكيليكس- طلب ماكمولين من الملك فيصل سرا ان يستمر في قطع النفط، وقال إن قطع النفط قد حقق مراده وكان فاعلا، وأثر بشكل كبير على الشعب الأمريكي، وقال إن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ستتم إجراءات عزله خلال شهرين وسيسقط، حينها سيأخذ مكانه “جيرالد فورد” والذي يعد بأنه سيتخذ مواقف أكثر ايجابية بخصوص قضية الشرق الأوسط.
وأكد ماكمولين أنه في مهمة خاصة من قبل جيرالد فورد لابلاغ الملك بهذا الطلب.
وجون ماكمولين هو رئيس “ماكمولين وشركاه” التي كانت تستحوذ على عدة شركات شحن نفطية ك”نورتن ليلي” وناقلات نفط بورمه، كما تمتلك أندية رياضية في امريكا، كنادي شياطين نيوجرسي للهوكي.
وكشفت الوثيقة ان الملك السعودي لم ياخذ الأمر بجدية.
مقتطف من برقية السفير الأمريكي اكينز إلى وزارة خارجيته بخصوص اجتماع جون ماكمولين السري مع الملك فيصل في بداية ديسمبر ١٩٧٣.
مقتطف من برقية السفير الأمريكي اكينز إلى وزارة خارجيته بخصوص اجتماع جون ماكمولين السري مع الملك فيصل في بداية ديسمبر ١٩٧٣.
ويبدو من تاريخ اللقاء أن جيرالد فورد بدأ ب”طعن” رئيسه منذ الايام الأولى لاستلام فورد منصبه كنائب للرئيس ريتشارد نيكسون، والذي كان يصارع من أجل البقاء بسبب فضيحة “ووتر قيت”، وذلك كي يحل مكانه رئيسا.
وكانت تلك الفترة من أصعب الفترات التي واجهت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون حيث وعدته السعودية بأنها ستسعى لرفع الحظر عن النفط وأنها ستجعله يعلن بنفسه بخطاب للشعب الأمريكي عن رفع الحظر عن النفط كي يمنحه مركز قوة لدى الشعب الأمريكي، بعد أن انهارت شعبيته بسبب فضيحة “ووترقيت”.
لكن الأمر طال أكثر من شهرين وبلغ حتى ثمانية أشهر، مما حدا بجيرالد فورد أن يخبر رئيسه ريتشارد نيكسون أنه لم يعد يستطع الاستمرار بالدفاع عنه في فضيحة “ووترقيت” لأنه استنفد كل الطرق والأساليب لتجنب إجراءات عزله من قبل الكونغرس، لذا عليه الاستسلام للأمر الواقع الذي لا بد منه، والاستقالة من منصبه قبل أن تتم إجراءات العزل، ووعده بأن يسير وفق سياسته الخارجية وأن يستمر في محاربة التضخم الاقتصادي- لم يعلم أن نيكسون وكيسنجر قد اتفقا سرا على رفع اسعار النفط- فاستسلم “للامر الواقع” واستقال.
يذكر أن جيرالد فورد عندما استلم الرئاسة أعلن عفوا شاملا عن نيكسون بخصوص فضيحة “ووترقيت”.
واستمر جيرالد فورد بنفس سياسته، ولكن بأشد غطرسة فإذا كان سابقه قد هدد العرب باحتلال منابع النفط إن لم يرفع الحظر عن تصدير النفط، فإن فورد هددهم ب”حرب نووية” أن لم يزيدوا إنتاج النفط لخفض سعره، فطلب من هنري كيسنجر الذي استمر معه كوزير للخارجية، أن يوجه رسائل التهديد إلى الدول العربية، “لا تنسى “ط٠٠يز الحصان في ليبيا”، يقصد معمر القذافي، هكذا وجه كيسنجر أحد مساعديه في توجيه الرسائل للزعماء العرب.
كما خطط فورد مع شاه إيران لاحتلال منابع النفط السعودية، والذي رد عليه وزير النفط السعودي زكي يماني بأن الشاه لو اقترب من الخليج فإنه لن ير سوى دخان الآبار النفطية- اي بأنه سيحرقها.
ومع ان ريتشارد نيكسون اوصى جيرالد فورد بأن يحتفظ بهنري كيسنجر كوزير للخارجية الا أنه حذره من ان لا يسمع منه في كل شيء وأن يسيطر عليه قدر الاستطاعة، الا أن فورد منحه الحرية بلا حدود وتحول إلى أكثر غطرسة من قبل.
في نهاية عام ١٩٧٦ وفي خطوة مخالفة لسياسة سابقه نيكسون، اتفق جيرالد فورد وهنري كيسنجر – في خطوة وداعية لمنصبيهما!- مع الأمير فهد الذي كان يحكم باسم الملك خالد بن عبدالعزيز، بإغراق السوق العالمية بالنفط مما نتج عن ذلك كارثة اقتصادية عالمية، أول المتضررين منها كانت دول “الاوبك”، وبهذا اثبت الأمير فهد بأنه كان كالغراب الذي على استعداد أن يحرق عشه ارضاء لأسياده.