-

كيف يغير المال حياة الناس؟

كيف يغير المال حياة الناس؟
(اخر تعديل 2024-09-11 11:24:14 )

وطن – يعتقد الكثيرون أن المال لا يمكنه شراء السعادة، ولكن الحقيقة تشير إلى أنه يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية وتعزيز فرص التعليم والصحة. دراسة جديدة تقدم دلائل قوية على كيف يمكن لمبلغ إضافي بسيط أن يحدث تحولًا جذريًا في حياة الأفراد.

دراسة مثيرة حول تأثير الدخل الأساسي

أُجريت دراسة حديثة برعاية منظمة OpenResearch غير الربحية، التي أسسها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، حيث تم منح مجموعة من الأفراد مبلغ 1000 دولار شهريًا لمدة ثلاث سنوات دون أي شروط مسبقة. تهدف هذه الدراسة إلى تقديم رؤى حول تأثير الدخل الأساسي المضمون على حياة الناس.

استخدام الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية

منذ عام 2020 وحتى عام 2023، حصل 3000 شخص على مبلغ 1000 دولار شهريًا، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 21 و40 عامًا، وكان متوسط دخلهم السنوي حوالي 30 ألف دولار. بالمقارنة، تلقت المجموعة الضابطة 50 دولارًا شهريًا فقط.

اقرأ أيضاً:

عدم احترام الذات.. عقبة كبيرة أمام السعادة

أظهرت النتائج أن المشاركين استثمروا الأموال الممنوحة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والإيجار ووسائل النقل. كما ساعدوا في تلبية احتياجات الآخرين، حيث ارتفع الإنفاق على الدعم بمقدار 22 دولارًا شهريًا.
هجران الحلقة 6

بعد تأمين احتياجاتهم الأساسية، بدأ المشاركون في استثمار الأموال في تعليمهم وتطوير مهاراتهم المهنية. حيث أفاد 14% من المشاركين بأنهم أنفقوا جزءًا من الأموال على التعليم أو التدريب، مما يوضح كيف يمكن لتلبية الاحتياجات الأساسية أن تفتح آفاقًا جديدة للفرص.

زيادة القدرة على التخطيط للمستقبل

أصبح الأشخاص الذين حصلوا على 1000 دولار شهريًا أكثر قدرة على التخطيط لمستقبلهم، حيث زادت احتمالية وضعهم ميزانية بنسبة 5%. كما لاحظ الباحثون أن المشاركين السود كانوا أكثر احتمالاً بنسبة 26% لبدء مشروع تجاري أو المساعدة في بدء مشروع، مما يبرز فوائد الوصول إلى رأس المال على سبل العيش.

على الرغم من أن مفهوم الدخل الأساسي الشامل موجود منذ القرن الثامن عشر، إلا أن التفاوت الاقتصادي والتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي والأتمتة جعل النقاش حوله أكثر أهمية من أي وقت مضى.

توفير 1000 دولار شهريًا منح المشاركين شعورًا أكبر من الاستقلالية. كما أوضح أحد المستفيدين أن الحصول على دخل إضافي "كان يتعلق بالاستقلال أكثر من أي شيء آخر، وكان تمكينًا في عدم الحاجة لطلب المساعدة".

تحسين الظروف المعيشية

تمكن المشاركون من تحسين ظروفهم المعيشية، حيث قام 11% منهم بتغيير أحيائهم، و23% بحثوا بنشاط عن سكن أفضل، و5% كانوا أكثر استعدادًا لدفع ثمن السكن المناسب.

وعلى الرغم من أن المستفيدين من الدراسة عملوا بمعدل 1.3 ساعة أقل في الأسبوع، إلا أن هذه الملاحظة لا تعني بالضرورة تقليص مساهمتهم في المجتمع. على العكس، فإن الدخل الإضافي يسمح لهم بتربية أبنائهم بطرق قد لا تكون ممكنة بخلاف ذلك، ويدعم الأشخاص غير القادرين على العمل بنظام العمل التقليدي مثل ذوي الإعاقة أو مقدمي الرعاية.

توضح النتائج الأولية أن العديد من الناس في الولايات المتحدة يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية في سوق تعاني من ارتفاع التكاليف. وعندما يحصلون على مساعدة إضافية، فإنهم لا يهتمون فقط بأنفسهم، بل أيضًا باحتياجات الآخرين، مما يساهم في بناء مجتمع متعاون ومترابط.