-

كيف يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة تسريع التدهور

كيف يمكن لدرجات الحرارة المرتفعة تسريع التدهور
(اخر تعديل 2024-09-09 15:42:53 )

وطن – توصلت دراسة حديثة إلى أن الحرارة الشديدة يمكن أن تسرع من التدهور المعرفي لدى السكان المعرضين للخطر، بما في ذلك الأفراد الذين يعيشون في أحياء المدينة الداخلية وكبار السن من ذوو البشرات الملونة.

ولا شكّ في أن تغير المناخ يضرّ بالصحة، ناهيك بأن الحرارة الشديدة تشكّل هديدًا خطيرًا ومباشرًا للصحة العامة. يقول Eunyoung Choi، المؤلف الأول لدراسة نشرت في مجلة Epidemiology and Community Health: “يكشف بحثنا أن التعرض التراكمي للحرارة الشديدة يمكن أن يضر بالصحة الإدراكية، لكن يكون ذلك بشكل غير متساو بين السكان”.

وفي الواقع، يبدو أن الآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة على صحة الدماغ تؤثر في الغالب على الفئات الضعيفة مثل كبار السن من ذوو البشرات الملونة وأولئك الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة، بحسب ما أفاد به موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي.

تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الدماغ
درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على الدماغ

كيف تؤثر الحرارة الشديدة على الدماغ؟

التدهور المعرفي؛ هو اضمحلال القدرات الحسية والفكرية بسبب العمر أو المرض، بحسب ما قالته فرجينيا تشانغ، الأستاذة المشاركة في العلوم الاجتماعية والسلوكية بكلية نيويورك للصحة العامة العالمية (نيويورك في الولايات المتحدة) والمؤلف الرئيسي للدراسة.

وفقًا للمؤلفين، يمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى سلسلة من الأحداث في الدماغ، بما في ذلك تلف الخلايا والالتهاب والإجهاد التأكسدي، وكلها يمكن أن تستنزف الاحتياطيات المعرفية للشخص.

موجة الحر: الأشد فقرا هم الأكثر تضررا

لتنفيذ عملهم، قام العلماء بتحليل بيانات ما يقارب من 9500 بالغ أمريكي تتراوح أعمارهم بين 52 وما فوق، تمت مقابلتهم على مدار 12 عامًا (2006-2018). ووجدوا أن التعرض العالي لدرجات الحرارة المرتفعة كان مرتبطًا بتدهور معرفي أسرع لدى سكان الأحياء الفقيرة، ولكن ليس عند سكان المناطق الأكثر ثراءً، حسبما ذكرته هاينا لي، أستاذة مساعدة في علم الاجتماع في جامعة سونجكيونكوان، كوريا الجنوبية، والمؤلف المشارك للدراسة.

ووفق ما ترجمته “وطن“، يمكن أن تساهم عوامل أخرى مرتبطة بالأحياء الفقيرة (الإجهاد المزمن، وزيادة العزلة الاجتماعية وقلة الخدمات الصحية المعرفية المتخصصة) في هذا التفاوت.

 الحرارة المرتفعة
الأشد فقرا هم الأكثر ضررًا من الحرارة المرتفعة

ذروة الحرارة: هناك حاجة لاتخاذ تدابير لحماية السكان المعرضين للخطر

أظهر هذا العمل الذي تم إجراؤه في الولايات المتحدة، أن التعرض للحرارة الشديدة مرتبط بشكل خاص بالتدهور المعرفي الأسرع لدى الأمريكيين الأفارقة الأكبر سنًا. ولم يكن هذا هو الحال بين كبار السن من البيض أو من أصل إسباني (لم يكن لدى الدراسة ما يكفي من المشاركين من خلفيات أخرى لإدراجهم في التحليل).

في هذا الصدد، تقول فرجينيا تشانغ: “أحد التفسيرات المحتملة لهذه النتائج هو أن كبار السن من السود قد يكون لديهم عيوب منهجية بشكل غير متناسب طوال حياتهم بسبب العنصرية الهيكلية، والفصل العنصري، وغيرها من السياسات التمييزية، وكلها قد تؤثر على الاحتياطي المعرفي”.

بالنسبة للباحثين، يجب على الحكومات والمسؤولين الصحيين تطوير أدوات لتحديد السكان المعرضين لخطر درجات الحرارة المرتفعة ورسم خريطة لاحتياجاتهم الخاصة من أجل تقديم الدعم المستهدف لهم أثناء فترات ذروة الحرارة.

في ذروة الحرارة هناك حاجة لاتخاذ تدابير لحماية السكان المعرضين للخطر
التدهور المعرفي بسبب درجات الحرارة المرتفعة

واختتمت Eunyoung Choi “في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة، تكشف دراستنا أن السكان الضعفاء يعانون من مساوئ مضاعفة. فالحرارة الشديدة تمثّل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة وفي سياق تغير المناخ، نحتاج إلى التركيز على دعم الفئات المعرضة للخطر لبناء مجتمعات قادرة على الصمود”.