وطن- أكد الأمين العام لجبهة “البوليساريو” ورئيس ما يٌعرف بالجمهورية العربية الصحراوية ـ الصحراء المتنازع عليها بين المغرب والجبهة الانفصالية المدعومة من الجزائر ـ، أن “الشعب الصحراوي عازم و مصرٌ على افتكاك النصر الحتمي مهما اقتضى الأمر من زمن ومهما تطلب من تضحيات”.
وقال في كلمته ضمن فعاليات اختتام الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية في كلية الحقوق والعلوم السياسية في “بودواو” بجامعة بومرداس، أنه يجب استئناف الكفاح المسلح كقرار شعبي صحراوي زكاه المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية.
وجاء كما قال إبراهيم غالي، رداً طبيعياً على إمعان ما وصفها بدولة “الاحتلال المغربي” في تعنتها وممارستها الوحشية بحق المدنيين الصحراويين العزل ونهبها الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية، في ظل صمت مريب وتغاض مخجل بل وتآمر مخزي من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن الدولي -حسب قوله-
كلمة إبراهيم غالي ورسالة تهديد للمغرب
وأضاف أن جبهة البوليساريو تجدد إدانتها الشديدة “لما تتعرض له جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب من ممارسات القمع والتنكيل والتضييق والحصار الخانق”.
الرئيس الصحراوي يهدد المغرب ! #ابراهيم_غالي#الصحراء_الغربيةpic.twitter.com/GgxHCpX4sz
— أحمد حفصي || HAFSI AHMED (@ahafsidz) August 14, 2023
وطالب الأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ورفع هذا الحصار الجائر وإطلاق سراح أبطال ملحمة “اقديم إيزيك” وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية-حسب قوله-.
وتزعم جبهة البوليساريو أن عشرات الأسرى من عناصرها ضمن مجموعة “أكديم إزيك”، يقبعون في عدة سجون مغربية تبعد عن مدن الصحراء الغربية بمسافة تقدر بين 600 كلم و 1300 كلم بموجب أحكام جائرة وقاسية تتراوح بين 20 سنة والسجن مدى الحياة.
وكان الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، قد أصدر مرسوما في 21 مايو 2019، “رسم من خلاله يوم 8 نوفمبر كيوم وطني للأسير المدني الصحراوي”، يتم إحياؤه سنويا بفعاليات وأنشطة تشرف عليها ما تعرف بوزارة شؤون الأرض المحتلة والجاليات.
أزمة الصحراء وصراع طويل الأمد
تمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وتعد الرباط الصحراء الغربية أرضا مغربية، في حين تطالب جبهة البوليساريو الانفصالية بالاستقلال، وهو ما أدى إلى صراع طويل الأمد بين الجانبين.
فيما تعتبر الأمم المتحدة أن الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة، “منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي” في غياب تسوية نهائية. ويدور نزاع منذ عقود حول مصير الإقليم الصحراوي بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة.
وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 في المئة من المنطقة منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها. فيما تطالب جبهة بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991 لكنه لم يتحقق.
كما يدعو القرار الذي تم تبنيه في تشرين الأول 2022 إلى “التعاون الكامل” مع بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) التي تم تجديد تفويضها لعام واحد حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023.