وطن- استبدلت حكومة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، اسم الهند بكلمة سنسكريتية قديمة في دعوات العشاء المرسلة إلى الضيوف الذين يحضرون قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع في نيودلهي، في خطوة تعكس جهود حزبه القومي الهندوسي للقضاء على ما يعتبره نزعات استعمارية أعطت “أسماء عصرية لبلده”.
وتمت الإشارة إلى الرئيس الهندي “دروبادي مورمو” باسم “رئيس بهارات” بدلاً من “رئيس الهند” في الدعوة المرسلة إلى الحاضرين في مجموعة العشرين.
بهارات أو الهند؟
الآن صارت الدولة التي يزيد عدد سكانها عن 1.4 مليار نسمة، تُعرف رسميًا باسمين: الهند وبهارات، ولكن الاسم الأول هو الأكثر استخدامًا، محليًا ودوليًا.
“بهارات” هي كلمة سنسكريتية قديمة يعتقد العديد من المؤرخين أنها تعود إلى النصوص الهندوسية المبكرة. الكلمة تعني أيضًا الهند باللغة الهندية.
ويحظى التغيير في التسميات بدعم مسؤولين في حزب “بهاراتيا جاناتا” الذي يتزعمه مودي. ويُجادلون بأن اسم الهند قد أدخله المستعمرون البريطانيون وهو “رمز للعبودية”.
ومعلوم أنّ البريطانييّن حكموا الهند لما يقرب عن 200 عاماً حتى حصلت البلاد على استقلالها في عام 1947.
وقال بوشكار سينغ دامي، كبير المسؤولين المنتخبين في ولاية أوتاراخاند، على موقع إكس: “ضربة أخرى لعقلية العبودية”. وشارك دامي، وهو أحد قادة حزب مودي الحاكم، دعوة العشاء المرسلة إلى ضيوف مجموعة العشرين في منشوره.
اليمين الهندوسي يُعيد تشكيل هوية الهند
يحاول حزب مودي منذ فترة طويلة محو الأسماء المرتبطة بالحقبة المغولية في الهند، ولكن أيضاً بكلّ مايتعلّق بالماضي الاستعماري في الهند.
في عام 2015، تم تغيير طريق أورنجزيب الشهير في نيودلهي، والذي سمي على اسم ملك مغولي، إلى طريق الدكتور إيه بي جي عبد الكلام بعد احتجاجات من قادة حزب مودي.
وفي العام الماضي، أعادت الحكومة أيضًا تسمية شارع يعود إلى الحقبة الاستعمارية في قلب نيودلهي ويستخدم في العروض العسكرية الاحتفالية. وتقول حكومة مودي إن تغيير الاسم هو محاولة لاستعادة ماضي الهند الهندوسي.
المُعارضة الهندية تُقاوم شعبوية ناريندار مودي
أحزاب المعارضة الهندية انتقدت هذه الخطوة. وقال النائب المعارض “شاشي ثارور” في تدوينة على موقع إكس أنّه “على الرغم من عدم وجود اعتراض دستوري على تسمية الهند باسم “بهارات”، وهو أحد الاسمين الرسميين للبلاد، إلا أنني آمل ألا تكون الحكومة على درجة من الحماقة بحيث تستغني بشكل كامل عن “الهند”، التي تتمتع بقيمة لا تُحصى من العلامات التجارية المتراكمة على مدى قرون”.
وقال ثارور إنه يجب على الهنود “الاستمرار في استخدام الكلمتين بدلا من التخلي عن مطالبتنا باسم يفوح منه رائحة التاريخ، وهو الاسم المعترف به في جميع أنحاء العالم”.
اكتسبت الخلافات حول “الهند” مقابل “بهارات” شعبية منذ أن أعلنت أحزاب المعارضة في يوليو/تموز عن تحالف جديد – يسمى الهند – لإطاحة مودي وهزيمة حزبه قبل الانتخابات الوطنية في عام 2024. والاختصار يرمز إلى التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل .
ومنذ ذلك الحين، طالب بعض المسؤولين في حزب مودي بتسمية البلاد بهارات بدلاً من الهند.