وطن- في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت مصادر سعودية عن هجوم شنته جماعة أنصار الله “الحوثي”، على المملكة قبل بضعة أيام، إلا أنّ ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد الأمير محمد بن سلمان أمر بفرض سياج من السرية حول هذا الهجوم وعدم نشر أي معلومات عنه.
وقال حساب “مجتهد”، في تغريدة عبر موقع “إكس” (تويتر سابقا)، إنّ جماعة الحوثي شنت ضربات صاروخية على جازان ونجران يوم الخميس الماضي، من دون أن يؤدي الهجوم إلى خسائر بشرية.
وأضاف الحساب السعودي، أن محمد بن سلمان وجه بعدم نشر أي معلومات عن هذه الضربات، أسوة بما كان يحدث مع الضربات السابقة، موضحا أن ولي العهد أصدر هذا التوجيه حتى لا يقال إنه التزم بالاتفاق مع إيران والحوثيين من طرف واحد.
وأشار “مجتهد”، إلى واقعة أكثر خطورة، تتمثل في إرسال الحوثيين طائرة درون استطلاعية، حلقت قبل فجر يوم الجمعة الماضي، أعلى قاعدة الملك خالد الجوية والمدينة العسكرية بمحافظة خميس مشيط، ولم تكشفها الرادارات بل شوهدت بالعين على ارتفاع منخفض وهي تحوم فوق مواقع أسراب الطائرات ومراكز المتابعة والرصد في القاعدة الجوية وفي الدفاع.
ولفت إلى صور أمر بالتعامل مع “الدرون” بالمدافع الصغيرة عيار 50 مللي والبنادق اليدوية، لكن بعد صدور الأمر كانت الطائرة قد غادرت مواقع رصدها واستمر البحث عنها بالعين المجردة إلى شروق الشمس ولكنها لم ترصد، على حد قوله.
وصلنا التقرير التالي الذي أمر مبس بالتكتم عليه حتى لا يقال أنه التزم بالاتفاق مع إيران والحوثيين من طرف واحد
١) شن الحوثي ضربات صاروخية على جازان ونجران يوم الخميس الماضي 24 أغسطس ولم يترتب عليها خسائر بشرية، وصدر أمر مبس بعدم نشر اي معلومات عنها كما حصل في الهجمات التي حصلت…
— مجتهد (@mujtahidd) August 28, 2023
ولم يصدر أي تعليق رسمي من قِبل السلطات السعودية عما كشفه “مجتهد”، كما تجدر الإشارة إلى أن الإعلام الحوثي لم ينشر أي معلومات عن هذه الهجمات، وذلك على غير العادة.
وتمر الحرب اليمنية في الفترة الحالية، بحالة من الهدوء النوعي وذلك منذ استعادة العلاقات بين السعودية وإيران في شهر مارس الماضي، في خطوة وُصفت بأنها مقدمة لحل سياسي في اليمن، يضع حدا للحرب المستمرة منذ 2015.
وأجرت السعودية وجماعة أنصار الله، العديد من جولات التفاوض على مدار الفترات الماضية، قبل أن يعلن الحوثيون في نهاية يوليو الماضي توقف المفاوضات مع المملكة، واتهموا الولايات المتحدة بعرقلة هذه المفاوضات.
وآنذاك، قال مهدي المشاط رئيس المجلس الأعلى (أكبر سلطة سياسية حوثية)، إنّ المفاوضات مع السعودية توقفت عند تسليم الرواتب، واتهم المملكة بأنها تسعى لسرقة الثروات النفطية اليمنية، وتحويلها للبنك الأهلي السعودي، ومن ثم يقوم بالتصديق عليها، وهو ما قوبل بالرفض.
وفيما لم تصل المفاوضات بين السعوديين والحوثيين إلى اتفاق، فيما كان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الذي سبق أن زار صنعاء قبل أشهر، قد علق على هذا الوضع قائلا: “لا شيء واضحا، لكنني متفائل ونأمل أن يجد اليمنيون مخرجا في أسرع وقت ممكن”.