وطن – في واقعةٍ غير مسبوقة، أثارت غضباً فلسطينياً واسعاً، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الإثنين، أنّ مجندتين إسرائيليتين مسلحتين كانتا ضمن قوة عسكرية إسرائيلية من 50 جنديًا، أجبرن 5 سيدات فلسطينيات على التعري داخل منزلهن بعد اقتحامه في الحي الجنوبي من مدينة الخليل .
ووقعت الحادثة بتاريخ 10 من يوليو/ تموز الماضي، عند الساعة الواحدة والنصف فجرًا، حيث تمّ تهديد النساء باستخدام الكلاب البوليسية لنهش أجسادهن. وأجبرن أمام أطفالهنّ على التعري أمام الجنود الذينَ سرقوا مصاغاً ذهبياً وأموالاً من المنزل.
وقالت الصحيفة، إنّ عائلة السيدات توجهت لمركز شرطة إسرائيلية في مستوطنة “كريات أربع” وأنكروا حادثة السرقة.
وفي اليوم التالي، تم التواصل معهم وطلب منهم استلام الذهب والذي زعم أن الجنود اعتقدوا أنه ذخيرة من الرصاص. فيما لم يتم إرجاع الأموال.
إجبار 5 نساء في الخليل على التعري تحت تهديد السلاح!
ونشرت الصحيفة تفاصيل كاملة عن الليلة المؤلمة التي عاشتها العائلة.
وتقول منال الجعبري الحقوقية في منظمة بتسيلم الإسرائيلية اليسارية، إنه في الآونة الأخيرة وثقت 20 حالة من هذا القبيل.
واضافت أن هناك تزايداً واضحاً في إجبار السيدات الفلسطينيات على التعري تحت تهديد السلاح واستخدام الكلاب البوليسية.
وأشارت الجعبري إلى أن السيدات الفلسطينيات اللواتي تعرضت لهذه التجربة يرفضن إجراء مقابلات والحديث عن ذلك. لكن أفراد هذه العائلة التي تعرضت لهذه الواقعة تحدثت بتفاصيل عما جرى.
ووصفت صحيفة “القدس” المحلية، أن تفاصيل تلك الليلة المؤلمة فيها واقع مأساوي تعرضت له النساء اللواتي يعانين من صدمة حتى الآن. واعتذرت عن نشر التفاصيل لصعوبتها.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن العملية هدفت للبحث عن سلاح عثر عليه داخل المنزل، وكان من الضروري إجراء عملية التفتيش التي جرت في غرفة منفصلة بدون استخدام أي كاميرات.
غضب فلسطيني ووعيد بالردّ
وأثار ما كشفت عنه الصحيفة العبرية، غضباً فلسطينياً ووعيداً لإسرائيل على ما اقترفه جنودها، حيث اعتبرت حركة حماس في بيان أن “انتهاك قوات الاحتلال لحرمات البيوت وكشف ستر حرائر شعبنا؛ جريمة وتصعيد خطير، سيدفع الاحتلال ثمنه بالمزيد من ضربات مقاومينا الأبطال”.
بينما قال المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إن ما كشفته صحيفة “هآرتس” يمثل عدوانًا يمس كل الشعب الفلسطيني.
وقال بحسب ما جاء في موقع “فلسطين اليوم” التابع للجهاد: “جريمة الاعتداء على نسائنا تضع كل فلسطيني يحمل سلاحاً أمام واجب تصويب هذا السلاح نحو صدر العدو ورأسه. والانتقام للحرائر اللواتي وقع بحقهنّ هذا الانتهاك الخطير”.
واضاف: “ندعو أبناء شعبنا في الخليل وغيرها من المدن الفلسطينية إلى تصعيد المواجهة مع العدو. فما من سبيل لردع جنوده المجرمين وكسر أنف قادته وحماية شعبنا والذود عن أعراضنا ومقدساتنا سوى سبيل الجهاد والمقاومة”.
في حين قالت حركة فتح إنّ “ممارسات الاحتلال بحق السيدات بالخليل هي جريمة حقيرة تعدت الخطوط الحمراء. وسيدفع مرتكبوها ثمنها. وعلى حكومة الاحتلال تَحمُل المسؤولية الكاملة”.
من جهته، دعا الحراك الشبابي في مدينة الخليل لمسيرات غضب الثلاثاء بعد صلاة الظهر وسط المدينة “عقب الجريمة الواضحة والحدث الشنيع” الذي حصل في مدينة الخليل.