وطن- شهدت مدينة كركوك العراقية، اشتباكات عنيفة بين متظاهرين أكراد وقوات الأمن، وذلك بعد توجه محتجين لمقر قيادة العمليات المشتركة للمطالبة بإنهاء الاعتصام الذي ينظمه عدد من الرافضين لعودة الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى مقاره في كركوك.
وتجمع مجموعة من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، في منطقة رحيماوة ذات الغالبية الكردية في كركوك، وقطعوا طرقاً بالمنطقة وأشعلوا إطارات سيارات للتعبير عن احتجاجهم لقطع طريق أربيل ـ كركوك.
وطالب المتظاهرون، بفتح طريق أربيل ـ كركوك الذي أغلقه المعارضون لتسليم مبنى قيادة العمليات المشتركة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان استخدمه من 2014 إلى 2017.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، أرسلت القوات العراقية تعزيزات أمنية إلى المنطقة بعد اقتراب المتظاهرين من موقع مبنى قيادة العمليات المشتركة، وأطلقت النيران في الهواء لتفريقهم قبل أن تصل الموقع خشية وقوع مصادمات بين أنصار الحزب من جهة، والمعتصمين أمام المبنى من المكونين العربي والتركماني من جهة ثانية.
سقوط قتلى وجرحى
وسقط أربعة قتلى وأصيب 16 آخرون خلال الصدامات التي وقعت خلال تظاهرات كركوك، فيما فرضت السلطات حظرا للتجوال، قبل أن ترفعه لاحقا.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد أمر بفرض حظر تجوال في المدينة لمنع تصاعد العنف، ودعا الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية إلى أخذ دورها في درء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار والنظام في محافظة كركوك.
تأجيل تسليم المقر
كما أمر السوداني أيضا بتأجيل تسليم المقر المسيطر التابع للجيش العراقي في محافظة كركوك إلى قوات البشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني حتى إشعار آخر.
يُشار إلى أنه منذ 25 أغسطس / آب الماضي، تستمر الاحتجاجات ضد الاستعدادات لإخلاء المبنى بأمر من رئيس الوزراء العراقي، وتسليمه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
سبب أزمة المقر
تجدر الإشارة، إلى أن القوات التابعة للحكومة العراقية دخلت كركوك مجدداً في 16 أكتوبر / تشرين الأول 2017، بعد تنظيم سلطات أربيل ما يسمى “الاستفتاء” في 25 سبتمبر / أيلول من العام نفسه لضم كركوك إلى الإقليم.
لكن بعد دخول القوات العراقية إلى كركوك، أخلى الجيش العراقي مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحوله إلى مقر قيادة عمليات كركوك، فيما يطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بالمبنى مجدداً بزعم أنه استخدمه سابقاً، وأن أحقية ذلك عائدة له.
دعوة للسوداني لحل المشكلة
في سياق متصل، دعا الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى حل المشكلة القائمة في محافظة كركوك شمالي البلاد، بالتنسيق مع الأطراف المعنية.
وقال الاتحاد في بيان: “مع الأسف الشديد طالت الأوضاع المزرية في كركوك بسبب الصراع حول المقرات الحزبية والأطراف السياسية داخل كركوك لتصل إلى التصادم واستشهاد وجرح المواطنين”.
وأضاف البيان أن الاتحاد الوطني الكردستاني كان على خط التواصل مع الحكومة العراقية، وتابع: “لقد كان بالإمكان وعبر التفاهم بين الأحزاب في كركوك الحيلولة دون تصعيد مسألة المقرات لتصبح مشكلة كبيرة في المدينة”.
وأشار إلى أنه حان الوقت لدولة رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة العراقية (السوداني)، أن يتدخل مباشرة ويقوم باستئصال المشكلة من جذورها بالتنسيق مع الحكومة المحلية وقوات الجيش والحشد في المدينة.