وطن – في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، يجد العرب الأمريكيون والمسلمون أنفسهم أمام معضلة حقيقية تتعلق بمن يجب أن يمنحوا أصواتهم.
منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، تغيرت توجهات هذه الكتلة الانتخابية بشكل كبير. فقد كان التصويت لصالح الحزب الجمهوري هو السائد في السابق، بسبب مواقف هذا الحزب من القضايا الاجتماعية المحافظة. لكن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان والعراق، بالإضافة إلى سياسات الحرب على الإرهاب، دفعت الكثيرين منهم إلى إعادة النظر في دعمهم للجمهوريين.
تغيير السياسات التي تهم الجاليات العربية والمسلمة
العميل الحلقة 11
مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، كان هناك أمل كبير في تغيير السياسات التي تهم الجاليات العربية والمسلمة. لكن الواقع أظهر خيبة أمل كبيرة، حيث لم يتم تعيين أي شخصية عربية أو مسلمة في مناصب مرموقة في إدارته، وهو أمر كان مختلفًا خلال إدارة ترامب، حيث تم تعيين وزراء من أصول عربية.
هذه الخيبة دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن الخيار الأمثل في الانتخابات المقبلة. من جهة، تحاول حملة ترامب جذب أصوات العرب والمسلمين من خلال التواصل المستمر مع الجاليات ومن خلال جهود يقودها شخصيات بارزة مثل الملياردير اللبناني الأمريكي، مسعد بولس. وترامب يعول على دعم هؤلاء الناخبين، خاصة في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان وجورجيا، حيث يمكن أن تكون أصواتهم حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات.
من جهة أخرى، تراهن حملة هاريس على أن المجتمعات العربية والمسلمة ستغض الطرف عن السياسات المخيبة للآمال التي اتبعتها الإدارة الحالية تجاه غزة وفلسطين، ولن تتجرأ على التصويت لصالح ترامب.
أما موقف الحزب الديمقراطي تجاه القضية الفلسطينية، فقد أظهر التزامًا واضحًا بدعم إسرائيل بشكل غير مسبوق، مما زاد من استياء الجالية العربية والمسلمة. على سبيل المثال، فشلت محاولات حركة «غير ملتزمين» في الدفع بمنح كلمة لمتحدث فلسطيني في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، وهو ما كشف عن انحياز كامل من جانب حملة هاريس لإسرائيل وعدم اكتراث بمعاناة الشعب الفلسطيني.
وفي ظل هذه الظروف، تجد الجاليات العربية والمسلمة نفسها أمام خيار صعب. فهل ستعاقب الحزب الديمقراطي على سياساته بدعم ترامب؟ أم ستختار الاستمرار في دعم الديمقراطيين، على أمل أن تتحسن الأوضاع في المستقبل؟ هذه التساؤلات تعكس حالة الحيرة التي يعيشها العديد من الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة اليوم.
الخيار الذي سيتخذه العرب الأمريكيون والمسلمون في الانتخابات المقبلة قد يكون له تأثير كبير على نتيجة الانتخابات، خصوصًا في الولايات المتأرجحة. وفي النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: لمن ستذهب أصوات هذه الجاليات في نوفمبر؟