وطن- توصل تحقيق جديد لبرنامج “ما خفي أعظم” على قناة “الجزيرة”، إلى وجود استهداف للمحتوى العربي والفلسطيني خصوصا في منصات التواصل الاجتماعي.
وأجرى فريق البرنامج، عملية تحقق بشكل مباشر ومستقل من سياسات فيسبوك ومدى انحيازها ومهنيتها، حيث أطلق صفحتين على منصة فيسبوك واحدة باللغة العربية “لمة فلسطينية” والأخرى باللغة العبرية “أرض الأجداد”.
وعلى مدار أشهر رصد بشكل بحثي دقيق طريقة التعامل مع ما ينشر في الصفحتين، ومن النتائج التي توصل إليها أنه في 26 يوليو/تموز الماضي نشر الفريق في الصفحة العربية خبر وصور شهداء في مدينة نابلس الذين سقطوا جراء عملية إسرائيلية، وتم حذف المنشور على الفور وأبلغت الصفحة بإنذار بحجبها نهائيا.
أما في الصفحة العبرية، فتم نشر الخبر ذاته وبشكل متزامن وبصور صادمة أكثر مع نص تحريضي، ولم تقم إدارة فيسبوك بحذف المنشور أو إنذار الصفحة.
دور إسرائيلي
التحقيق الذي يحمل عنوان” الفضاء المغلق”، تطرق كذلك إلى الدور الذي تلعبه اللوبيات الإسرائيلية في الضغط على إدارة فيسبوك.
وقال مدير سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “فيسبوك” سابقا، إن إسرائيل استطاعت أن تخلق منظومة قوية جدا للضغط والتأثير على إدارة منصة ميتا، موضحا أن السياسة الإسرائيلية حاولت أن تؤثر حتى على القواعد التي تحكم عمل الخوارزميات.
وأشار إلى أن جيش كامل للتبليغ جهزته إسرائيل، وهناك واحدة من المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية قامت بإطلاق تطبيق يشجع المستخدمين والمشتركين فيه بالتبليغ عن المحتوى المناهض لإسرائيل، وفق موقع قناة الجزيرة.
تحقيق “ما خفي أعظم” توصل أيضا إلى أن مئات العاملين في شركة ميتا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بينهم مديرون ومشرفون وتقنيون في مختلف الإدارات في مقراتها في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، وبعضهم كانت لديهم صلات سابقة بالجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية.
شكوك في الاستقلالية
ومن أبرز الموظفين المؤثرين، آدم موسيري رئيس منصة إنستغرام، وديفيد فيشر مدير الإيرادات المالية في فيسبوك، بالإضافة إلى المديرة السابقة في وزارة العدل الإسرائيلية إيمي بالمور، وهي الجهة المسؤولة عن وحدة السايبر التي تحارب المحتوى الفلسطيني، وقد عينت هذه السيدة في مجلس الرقابة التابع لفيسبوك، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هذا المجلس.
وبعد استحواذها على شركات تكنولوجية إسرائيلية، افتتحت شركة ميتا في تل أبيب واحدة من أكبر مقراتها خارج الولايات المتحدة الأميركية.
بدورها، أكدت ديبورا براون، وهي باحثة في مجال الحقوق الرقمية في منظمة “هيومن رايتس ووتش“، أن شركة ميتا ومنصاتها لا تقدم ما يكفي لدعم حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وقالت إنها استجابت بسرعة كبيرة لاجتياح أوكرانيا العام الماضي، وسمحت للأوكرانيين بإدانة العنف الذي ارتكبته القوات الروسية والدعوة إلى التنديد بهم، وفي المقابل، لم تطبق مثل هذه السياسات في سوريا، رغم وجود جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات.
فيما أكدت الناشطة الحقوقية الأميركية جيليان يورك، أن المحتوى العربي على منصات التواصل الاجتماعي يخضع للرقابة أكثر بكثير من المحتوى الذي ينشر باللغة العبرية.
انقلاب في سياسات فيسبوك
يُشار إلى أن عام 2016 شهد انقلابا في سياسة فيسبوك في تعاملها مع المحتوى العربي وخصوصا الفلسطيني منه.
وبحسب أشرف زيتون، مدير سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فيسبوك سابقا، فإنه في نهاية ذلك العام، حدّدت إسرائيل شركات الإعلام الاجتماعي وشبكات التواصل الاجتماعي بقانون جديد يضع عقوبات مالية كبيرة جدا على الشركات التي تتعامل بسرعة مع الطلبات المقدمة من الحكومة الإسرائيلية لحذف المحتوى الفلسطيني الذي يعتبرونه معاديا للسامية ومشجعا على الكراهية.