وطن- تداول مغاربة مقطع فيديو يوثق مشاهد مؤلمة لبعض الجثث في قرى “تارودانت” قرب أغادير، جنوب العاصمة الرباط، وقد شارفت على التعفن في انتظار الدفن.
ويأتي ذلك في ظل معلومات تحدثت عن امتناع السلطات المغربية، منح ذوي الضحايا تصاريح دفن دون معرفة الأسباب، وكذلك تعنت المغرب في قبول المساعدات الدولية.
مشاهد صادمة لجثث ضحايا الزلزال
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 30 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة بها تأثروا بالزلزال.
وأظهر مقطع الفيديو الذي رصدته “وطن” عدداً من الجثث ملفوفة ببطانيات صوفي ومرمية في أرض ترابية بجانب سفح جبل.
ويظهر أحد الأشخاص وهو يتكلم بلكنة مغربية يفهم منها أن السلطات المغربية لم تسمح لهم بدفن جثث الضحايا، ولم يقدموا للناجين من الزلزال مساعدات.
وبدا هذا الشخص وهو يحفر أحد القبور ويسمع وهو يدعو على المسؤولين منذرا إياهم بحساب يوم القيامة.
بؤرة الزلزال
وكانت وزارة الداخلية المغربية، أعلنت اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد، في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي.
وذكرت الوزارة في بيان “بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2122 شخصا، وعدد الجرحى 2421 شخصا”.
وسجلت أكبر حصيلة للضحايا في إقليم الحوز (1351) جنوب مراكش، حيث تم تحديد بؤرة الزلزال.
لا زالوا تحت الأنقاض
وكان تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية قد قالت إن مشهد الجثث المجمعة وسط القرية، الذي عاينه مراسلها كان مؤلماً وحزيناً، خصوصاً في منطقة تعرف ارتفاعاً لدرجات الحرارة في النهار، وانخفاضها في الليل.
وأشار المصدر إلى أن أغلب المباني دكَّها الزلزال وسُوّيت بالأرض، وبدا حجم الدمار كبيراً في قرية تضم نحو 250 منزلاً، معظمها مبني بالطين والحجارة.
وقال أحد المتطوعين في عمليات الإنقاذ للصحيفة إن «هناك عدد من السكان ما زالوا تحت الأنقاض، ونتلقى الاستغاثة منهم، لكن ليس لدينا آليات حفر».
وفي ظل تعذر وصول سيارات الإسعاف في هذه الأثناء وصعوبة المسالك الطرقية، وثق مقطع فيديو من وسط جبال تارودانت جثمان أحد الضحايا محمولاً على ظهر الحمير للدفن.
وهذا الزلزال هو الأكثر دموية في غرب المغرب منذ زلزال عام 1960 الذي بلغت قوته 5.8 درجة وأودى بحياة ما يصل إلى 15 ألف شخص، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.