وطن- خرج دبلوماسي عراقي بتصريحات نارية حول العداء التاريخي بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ونظيره الليبي معمر القذافي، وكيف تفاقمت الخلافات تدريجياً بين العراق وليبيا حتى وصلت إلى مرحلة قطع العلاقات.
ووصف سفير العراق السابق في ليبيا “علي سبتي الحديثي”، عمله قبل أكثر من 10 أعوام بالصعب جداً بسبب العلاقات التي بدأت تتعقد منذ زيارة صدام حسين إلى الأراضي الليبية، ولقائه سراً بأمين سر حزب البعث آنذاك عمر دعيبس.
وجرت تلك الزيارة بدون علم الرئيس الليبي أو موافقته، لتبدأ حالة من عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين وفق وصف الدبلوماسي العراقي في حديث متلفز لبرنامج “قصارى القول” على تلفزيون “روسيا اليوم“.
لكن حتى سنة 1979 كانت علاقة الرئيس الليبي والعراقي طيبة، والطرفان في مسار مشترك ضد أي تسوية أو سلام مع إسرائيل وتجمعهم مصالح قومية واحدة رغم التسميات المختلفة.
أصل العداء بين صدام حسين والقذافي
ووفق “الحديثي” فإن أصل العداء بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ونظيره الليبي معمر القذافي، يعود إلى صراع بين الحركتين (الناصرية والبعث) على قيادة الأمة.
وأوضح السفير العراقي أن “صدام حسين حاول نشر الفكر البعثي في ليبيا والسيطرة عليها، فقدم لها المساعدات بشكل لافت بعد الثورة، فيما كان القذافي قريباً من الناصريين ومن الرئيس السابق جمال عبد الناصر”.
وتحدث الدبلوماسي علي سبتي الحديثي في الحلقة النارية عن 3 جهات كانت تعمل للسيطرة على الحكم في ليبيا:
ـ الناصريون الذين كان لهم تنظيم مستقل
ـ الضباط الأحرار وهم خليط من البعث والناصريين
، البعثيون برئاسة أمين سر حزب البعث عمر دعيبس
ورغم أن العلاقة مع العراق كانت جيدة قبل عام 1980، لكنها كانت بين مد وجزر حتى انفجر الخلاف الليبي مع حزب البعث في العراق عند مجيء الخميني.
“قتلاهم وأبوك في النار”
وسرد سفير العراق السابق في ليبيا موقفاً حاداً من صدام حسين، مع معمر القذافي، حين طلب منه الأخير أن يوقف الحرب ضد إيران واصفاً إياها بالعبثية وبأن القتلى جميعهم في النار لأنهم من المسلمين.
ورد صدام حسين بشكل حازم وقوي ضد القذافي، وقتها وفق وصف الحديثي: “رد صدام على الرئيس الليبي: “قتلانا في الجنة وقتلاهم وأبوك (أي والد القذافي) في النار”.
وبعد هذا الموقف الحاد اشتعلت نار الخلافات وتفاقمت إلى أن انقطعت العلاقات حتى عام 1986، بعد الغزو الإيراني للفاو وآنذاك كان لدى القذافي موقف حيال هذا الموضوع”.
السفير العراقي السابق امتدح القذافي واصفاً إياه “بالعروبي والطيب من الداخل” وبأنه عرض على صدام حسين إطلاق سراح الأسرى المعارضين، وهم محمد مقريف وخليفة حفتر ورفاقهم، مقابل أن يوقف العراق دعمه للمعارضة الليبية.
وجرت مفاوضات عديدة آنذاك تدخل فيها مدير المخابرات العراقية في ذلك الوقت فاضل البراك، الذي زار الرئيس الليبي وتوصلا لتفاهم لتعود العلاقات مع صدام حسين.