وطن- شن السياسي المصري البارز ونائب الرئيس السابق محمد البرادعي، هجوما عنيفا على النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، على خلفية حملة التدمير التي تقوم بها الحكومة لآثار القاهرة وتراثها المعماري بحجة تطوير المنطقة.
ومنذ فترة استهدفت عمليات الهدم مناطق (جبانات المماليك والسيدة عائشة، والسيدة نفيسة والإمام الشافعي) والتي تعج بالتراث الإسلامي، بهدف إنشاء كباري ومحاور بتوصية السيسي الذي يستبعد بالمطلق دراسات الجدوى، بل والدراسات بأنواعها.
و عملية التحديث المزعومة والمتواصلة دون هوادة للمدينة العتيقة “القاهرة”، تتضمن هدم وردم بعض المقابر التاريخية والمراكز الثقافية وورش العمل الحرفية، التي حكت لعقود تاريخ مصر العريق، بينما اختفى عدد متزايد من الأحياء القديمة، وتم نقل العائلات التي تسكنها على مدار أجيال متعاقبة إلى أطراف العاصمة.
البرادعي للسيسي ونظامه: كفانا جهلا
محمد البرادعي، ضاق ذرعا بما يحدث وخرج عن صمته مطالبا السلطات المصرية بوقف عمليات هدم الآثار الإسلامية.
وكتب في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بتويتر رصدتها (وطن): “ماضينا بكل ما يمثله من تراث وثقافة وعمارة وأدب وفن… هو ركيزة حاضرنا وأساس مستقبلنا.”
وتابع:”لماذا الإصرار ولو بحسن نية على تدمير هويتنا ومصريتنا بحجة تطوير التراث.. التراث لايتم “تطويره” وانما يتم “الحفاظ عليه” كما هو.”
واختتم نائب الرئيس المصري السابق:”رجاءا كفانا جهلا … استعينوا بأهل الخبرة”.
ماضينا بكل مايمثله من تراث وثقافة وعمارة وأدب وفن … هو ركيزة حاضرنا واساس مستقبلنا.
لماذا الاصرار ولو بحسن نية على تدمير هويتنا ومصريتنا بحجة " تطوير التراث " ! التراث لايتم “تطويره” وانما يتم “الحفاظ عليه” كما هو
رجاءا كفانا جهلا … استعينوا بأهل الخبرة
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) August 26, 2023
السيسي يحدث القاهرة بتكلفة ثقافية باهظة
من جانبها قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن عملية تحديث القاهرة التي يقف ورائها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تأتي بتكلفة ثقافية باهظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية التحديث المتواصلة دون هوادة للمدينة العتيقة تتضمن هدم وردم بعض المقابر التاريخية والمراكز الثقافية وورش العمل الحرفية، التي حكت لعقود تاريخ مصر العريق، بينما اختفى عدد متزايد من الأحياء القديمة، وتم نقل العائلات التي تسكنها على مدار أجيال متعاقبة إلى أطراف العاصمة.
ولفت الصحيفة إلى أن عملية التحديث والتنمية التي قال السيسي، إنها لن تترك مكانا في مصر، تتضمن أيضا إنشاء طرق جانبية وجسور جديدة
وذكرت أن هذه العملية تتم بسرعة كبيرة، حيث لم يتمكن سائقو سيارات الأجرة وحتى خرائط غوغل من مواكبة ذلك
“تدمير بدون تفسير”
وقبل بضعة أسابيع، وصلت جهود التحديث إلى الفسطاط، أقدم منطقة في المدينة، والتي تأسست كعاصمة لمصر قبل قرون من ظهور القاهرة.
وأوضحت أن أحد المسؤولين طلب إخلاء “درب 1718” المركز الثقافي الشعبي الذي أسسه الفنان معتز نصر الدين، أسسه في الحي قبل 16 عاما.
وقال نصر الدين (62 عاما) إن الحكومة ستقوم بتوسيع الطريق خلفه لبناء طريق سريع مرتفع.
صاحب هذه الحركة، انتقادات واسعة بسبب ظهور الحفارات والجرافات الحكومية قرب الممتلكات الخاصة دون أي إشعار تقريبًا.
وقال نصر الدين وأصحاب ورش الفخار، إن المسؤولين المحليين لم يقدموا أمر هدم مكتوبا أو أي أوراق أخرى.
من جانبه، قال محمد عابدين (48 عاما) صاحب إحدى الورش المقرر تدميرها: “كل يوم تستيقظ ولا تعرف ماذا سيحدث” مشيرا إلى إن عائلته كانت تصنع الفخار في المنطقة منذ عشرينيات القرن الماضي.
يقول ممدوح صقر، المهندس المعماري المتخصص في التخطيط الحضري: “إذا تعرضت للغزو، فكل ما يهمك هو آثارك وأشجارك وتاريخك وثقافتك”.
ثم تابع “الآن يتم تدمير كل شيء، ودون سبب، بل دون أي تفسير”.
“ذوق لواءات”
عادة ما يشرف الجيش المصري القوي على بناء الطرق والجسور والمشاريع الكبرى مثل العاصمة الجديدة، ويقول سكان القاهرة، إن المسؤولين يميلون إلى تجاهل نصائح الخبراء ومخاوف المواطنين.
أدى انتشار المشاريع التي تقودها المؤسسة العسكرية إلى ظهور عبارة في مصر هي “ذوق لواءات”، وهي تعبير ضمني ساخر لما يجري.
في غضون ذلك، اختفت العديد من الحدائق والأشجار التي حرصت السلطات في مصر على الحفاظ عليها سابقا، ما أدى إلى تقليص المساحات الخضراء الضئيلة التي كانت تتمتع بها القاهرة في السابق.
حلت محل تلك الحدائق، أكشاك الوجبات السريعة والمقاهي، والطرق الجديدة ومحطات الوقود المملوكة للجيش، التي تصطف على جانبي ضفاف النيل التي كانت ذات يوم خضراء خصوصا في الزمالك وهليوبوليس.